أربعون يوماً على رحيل الشاهدة والشهيدة لأجل فلسطين الصحافية شيرين أبو عاقلة.
أربعون يوماً، امتداد لـ74 عاماً على نكبة البلاد المظلومة.
أربعون يوماً على إهراق دم فلسطيني جديد، وهو لا ينضب على أرض الفداء. ففي كل يوم يسقط شهيد على يد المحتل المتوحش.
أربعون يوماً والمحاسبة معلّقة على أبواب العدالة الدولية، كما كل الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والعرب منذ نشوء الكيان.
كما شيعتها فلسطين من البحر إلى النهر ومعها قلوب أحرار العالم، الذين يرفضون التنكيل والاحتلال والقتل المجاني مع كل طلعة شمس على أرض فلسطين، تُحيي اليوم أربعين يوماً من الغياب.
يوم 11 أيار، شهد استشهاد الصحافية المقدسية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي، الذي أطلق رصاصةً غادرة أمام الكاميرات، خلال اقتحامه مخيم جنين.
وأقيم بهذه المناسبة، في مدينة القدس المحتلة، قداس الأربعين لمراسلة قناة “الجزيرة” شيرين أبو عاقلة في كنيسة اللقاء بضاحية بيت حنينا شمالي المدينة عصر السبت.
ولأن “في بعض الغياب حضور أكبر” أقيم أيضاً، مهرجان تأبيني بالقصر الثقافي في مدينة رام الله الأحد، تحت رعاية الرئيس محمود عباس تخلل المناسبة معرض صور للراحلة وفيلم قصير عن حياتها، بحضور رسمي وشعبي ودولي، وعائلة الشهيدة وزملائها في فلسطين.
وعمّت احتفالات التأبين الأردن وسوريا وتونس والجزائر وفي لبنان. أقامت بلدية النبطية مهرجان تحية “أنا شيرين أبو عاقلة، الشاهدة الشهيدة، هنا فلسطين”.
وحيا الشاعر زاهي وهبي في كلمة “بطولة الشهيدة شيرين، وتميزها الإعلامي. ثم ألقى قصيدة من ديوانه “هوى فلسطين”.
جيش الإحتلال أصرّ، يوم الجمعة، في بيان، أن تحقيقه الخاص بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة”، خلص إلى أن الصحفية لم تقتل عمداّ من قبل جنود إسرائيليين، ولم يقدم البيان أي تفاصيل حول كيفية توصل الجيش إلى مثل هذا الاستنتاج.
وقد عارضت التحقيقات التي أجرتها مؤسسات إخبارية هذا لأن الأدلة المرئية والمسموعة تدعم ادعاءات شهود العيان المتعددة بأنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار وقت مقتل الصحفية.
من جهتها، تقول السلطة الفلسطينية إن تحقيقاتها تظهر أن الصحفية قُتلت برصاصة خارقة للدروع أطلقها جنود إسرائيليون. وكذلك خلصت تحقيقات أجرتها كل من صحيفة “واشنطن بوست” ومحطة “سي أن أن” إلى أن قتل شيرين كان متعمّداً برصاص قنّاص إسرائيلي.
ونشرت “الجزيرة” منذ يومين تحقيق جاء فيه “الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة من عيار 5.65 ملم وأطلقت من بندقية M4 التي تستخدمها قوات الاحتـ.ـلال، والرصاصة تشوهت بعد دخولها رأس شيرين وارتطامها بخوذتها، وهي من النوع الخارق للدروع وفق تحليل خبراء عسكريين”.
وتكريماً لشجاعتها ولإرثها الصحافي، أطلقت الأمم المتحدة اسم شيرين أبو عاقلة على البرنامج الأممي السنوي لتدريب الصحفيين الفلسطينيين.