سياسة

صوت الحريري “مسموعاً” داخل المجلس النيابي وبري يتولى التنسيق مع نواب “المستقبل”

بعد الجلسة الأولى للمجلس النيابي تعززت فكرة غياب الزعامات السنية القادرة على جمع النواب داخل المجلس، وهو ما كنا أشرنا إليه بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية وسقوط كل من كان طامحاً لخلق زعامة سنية تُطيح بزعامة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

بعد الجلسة أثبت سعد الحريري أنه لا يزال الأقوى على الساحة السنية، فهو الأكثر تأثيراً على 7 نواب تقريباً على الأقل، ويملك القدرة على جذب أكثر من نائبين من النواب المستقلين، وبالتالي هو قادر على تشكيل كتلة نيابية سنية تكون الأكبر في حال قرر العودة إلى المشهد السياسي، وكذلك الأمر بحال لم يقرر العودة، إذ يبقى الأقوى ويبدو أن تنسيقه مع رئيس المجلس نبيه بري وصل الى مستويات عالية، فبعد أن أعطى نواب “المستقبل” أصواتهم لبري في رئاسة المجلس، يحاول بري التواصل معهم ليكون لهم رأيهم في تسمية رئيس الحكومة المكلف، ومنح الحكومة الثقة بعد تشكيلها.

بالإضافة إلى ذلك لا يمكن تجاهل عامل أساسي يكمن بأن الحريري هو الشخصية السنية الأفضل بالنسبة إلى قوى الثامن من آذار، وبالتالي هي ستدعم وجوده داخل المجلس النيابي، وترحب بعودته في حال قرر ذلك، نظراً إلى المخاوف المعروفة لدى “حزب الله” و”حركة أمل” من أي توتر مذهبي سني شيعي، وبسبب ما أثبته الرجل من التزام بمنع وقوع مثل هذه الفتنة.

لذلك لن تتصرف قوى 8 آذار مع نواب المستقبل على أنهم أقلية، ولن تستثنيهم من المشاورات بشأن الاستحقاقات المقبلة، وستحاول دوماً حفظ مكانهم، وقطع الطريق على أي طرف يحاول جرّهم الى جبهته.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى