أحوال السينماميديا وفنون

Black Crab: فيلم سويدي عن سلاح إبادة جرثومي ما بعد الإثارة

إختارت أن تجرب الأكشن منذ البداية فلقيت قبولاً مما إستدعى دعم رغبتها في العديد من الأفلام التي تقوم فيها بأدوار النجوم الرجال في القتل والتفجير ومحو العشرات من المسلحين وذوي العضلات المفتولة، إنها الممثلة السويدية نعومي راباس التي عملت على خدمة سينما بلدها السويد في تقديم فيلم يحتوي مزيجاً من الرصاص والتفجيرات والقتال المباشر بالقبضات العارية وتذليل صعوبات لا تُحتمل كالسفر مسافات طويلة من المشي عبر زحافات على الجليد للوصول إلى الهدف. ونتيجة ذلك كان فيلم أكشن بطلته إمراة تمنع استعمال سلاح جرثومي.

عنوان الفيلم «Black Crab» للمخرج آدم بيرغ الذي كتب سيناريو الفيلم مع بيل رادستروم، إستناداً إلى حيثيات كتاب وضعه سفارت كرابا، وجيركر فيردبورغ، عن مهمة عسكرية كلّفت بها كارولين إيد مع أربع أفراد خلف خطوط العدو الذي لا نعرف هويته تقضي بتوصيل عبوتيْ فيروس صغيرتين جداً لكنهما فعّالتين جداً، وهي لا تدري نوعهما إلا متأخّرة.

 

 

 

السلطعون الأسود: عمل مثير ينطلق من العام على الخاص

“بلاك كراب”، فيلم سيخيب بالتأكيد آمال أولئك الذين يريدون أن يعرفوا بالتفصيل وضع عالم ما بعد المروع الذي تدور فيه القصة. هنا السيناريو من تأليف كاتب الفيلم ومخرجه آدم بيرج، الذي أخذ فكرته من الرواية الأصلية جيركر فيردبورج، حيث يراهن أكثر على الغموض والإصرارعلى وفاة الموقف أكثر من الإصرار على التفاصيل التي تحيط به.

في الواقع، نقطة البداية هي أن أحد طرفي الحرب يرى الحد ويقرر خوض مهمة شبه انتحارية باعتباره الأمل الوحيد لعكس مسار الصراع. أنت لا تعرف أبدًا من هم الأخيار ومن هم الأشرار، أو حتى دوافع أي من الطرفين أو ما الذي بدأ كل شيء.

يعد قبول هذا أمرًا ضروريًا لتنغمس في مهمة أفسحت نفسها تمامًا لنهج أخف وحتى كوميدي، ولكن في  ‘Black Crab’  هناك التزام دائم بشدة تقدم الخطاف الإضافي للدافع الشخصي للبطل للموافقة على حمل حزمة غامضة.

أول ثلاثون دقيقة مخصصة بدقة للتعرّف على الشخصية التي تجسدها راباس بشكل أفضل. من تلك المقدمة الرائعة والمثيرة التي يمسك بها الفيلم من اللحظة الأولى إلى البانوراما القاتمة للواقع الحالي، يتوافق الفيلم تمامًا مع هذا عندما يتعلق الأمر بإغراقك تمامًا فيما يقدمه.

نعومي راباس قررت أن يكون العمل بالكامل سويدياً في محاولة للتعريف بالسينما التجارية، بعدما عاش العالم طويلاً على سيرة عبقري السينما الجادة والمبدعة بيرغمان، ويتمحور حول حرب العصر بواسطة العبوات الجرثومية.

 

أجواء قاتمة وحماسية يصاحبها الكثير من الفضول والغموض

العمل أنجز بشكل مرحلي مقنع للغاية، فقد يمتد بطريقة أكثر من رائعة في جميع المشاهد على الجليد، إما لتسليط الضوء على العناصر الشريرة التي تعزز الجو بين المتشائم والمخلخل الذي يقترحه بيرج في جميع الأوقات، أو ببساطة للتأثير على ضخامة المنطقة من خلال استخدام لقطات مفتوحة على مصراعيها والطريقة التي يُترك لأعضاء البعثة لتدبير أمورهم بأنفسهم.

يُشعرك الفيلم بإحساس الاستمرار لآخر لحظة منه خصوصاَ في فصله الأخير، وبعبارة أخرى، فإن “بلاك كراب ” هو فيلم إثارة ما بعد المروع لمدة 75-80 دقيقة الأولى. صحيح أن العديد من شخصياته لا تتجاوز الدعامة ومن حيث الحبكة ينتهي به الأمر إلى أن يكون مألوفًا أكثر مما هو مرغوب فيه، لكن لديه الكثير من الضربات المرئية أكثر من المعتاد في إنتاجات نتفليكس.

يطغى الظلام على الأجواء العامة لتعطينا المؤثرات المستعملة على مر الفيلم شعور بالاقناع التام. لكن إلى أي حد تتمحور القصة فعلياً حول تجدّد الأمل؟ الفيلم مقنع ومشوّق بما يكفي لتشجيعنا على متابعته حتى النهاية واكتشاف الجواب بأنفسنا.

 

لينك الترايلر:

يحيى الطقش

طالب لبناني يدرس الصحافة في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى