مع الحماوة المتزايدة على صعيد الاستحقاق الانتخابي لا سيما على صعيد دائرة عاليه – الشوف، برز البيان الصادر عن مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، والذي أكدت فيه على حق المتدينين من النساء والرجال في المشاركة بالعملية الانتخابية، نافية وجود اي تدابير بحقهم بحال مشاركتهم في التصويت.
في هذا السياق تشير مصادر مطلعة على الجو الديني في طائفة الموحدين الدروز الى ان بيان مشيخة العقل ليس بريئاً، وهو يأتي ردا على موقف احدى المرجعيات الروحية لدى طائفة الموحدين الدروز، التي لم تحبذ مشاركة النساء الملتزمات دينياً في الانتخابات مع ترك الحرية لرجال الدين في المشاركة من عدمها، وهو ما اعتبرته مشيخة العقل موجها ضد الفريق السياسي الذي تؤيده، حيث يشعر بأزمة انتخابية في اشارة الى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يدرك يوما بعد آخر خطورة خسارة أحد المقعدين الدرزيين في الشوف لصالح الوزير السابق وئام وهاب”.
وعليه ترى المصادر ان “بيان مشيخة العقل يأتي مُكملاً لكلام شيخ العقل سامي ابي المنى في احتفال السمقانية، والذي حمل دعما مباشرا للنائب تيمور جنبلاط ولوائح تحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية، رغم حساسية الموقف الديني الدرزي تجاه القوات اللبنانية”.
وتختم المصادر مشيرة الى “حجم التوظيف السياسي للشارع الديني في المعركة الانتخابية، وهو ما تطرق اليه رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في احتفال العرفان الانتخابي، عندما زج بالعمائم البيضاء في المعركة الانتخابية، ودعاها كي تكون حاضرة في الاستحقاق الانتخابي لرد ما وصفه بالـ “هجمة”، وهذا المصطلح الذي جاء ضمن خطابه الانتخابي التصعيدي في وجه خصومه السياسيين، يعتبر مؤشرا على كيفية توظيف ورقة رجال الدين في حربه الانتخابية، ما دفع بالبعض للسؤال ان كان خصوم جنبلاط في الجبل ليسوا دروزاً، ما يدفعه الى استخدام السلاح الديني ضدهم بهذا الشكل الفاضح، ما يجعل من مشيخة العقل ورقة في معركة جنبلاط السياسية، وهو ما يؤكد على صوابية نظرة المرجعيات الروحية وموقفها الرافض لتسمية شخصية لها انتماء سياسي لتولي مقاليد مشيخة العقل، التي يفترض انها بعيدة عن اي حسابات سياسية من قريب او من بعيد”.
