أطفال القنبلة العنقودية لا تزال تنزف جراحهم بانتظار المُعين
15 يوما على خبر انفجار قنبلة عنقودية، بثلاثة أطفال سوريين، محمود (16 سنة) أحمد ( 14 سنة)، محمد (13 سنة) أمام منزلهم في بدة شقرا (بنت جبيل)، والأطفال لا يزالون يعانون من جروح خطيرة، وتستدعي العلاج الفوري، بعد أكثر من أسبوع قضوها في مستشفى تبنين الحكومية.
ويبدو أن أي جهة حتى الأن لم تبادر عملياً لتبني معالجة هؤلاء الأطفال، بعد أن تبلغ والدهم ابراهيم الخلف أن عليه دفع فواتير المستشفى التي تزيد على 30 مليون ليرة لبنانية، رغم أنه لم يتم استكمال العلاج، وعاد الأطفال الثلاثة الى منزلهم.
ويقول الخلف إن “ابني محمود بُترت يده اليمنى، وفي يده اليسرى شظية يجب ازالتها، وفيها كسر يحتاج الى العلاج. أما ولدي أحمد فتوجد شظية في رجله اليمنى ويحتاج الى عملية جراحية، ولا زال جرحه ينزف بين الفترة والأخرى”.
لم تتدخل وزارة الصحة لعلاج الأطفال الثلاثة، أما الجمعيات الانسانية التي لا تترك وسيلة تقوم بها للدفاع عن الكلاب والحيوانات المختلفة، مشكورة طبعاً، فلم تبادر للاتصال ومتابعة ما يجري لهذه العائلة الفقيرة والتي يعاني معيلها من أمراض مختلفة تمنعه من العمل، فهو “كان يعتمد على ابنه محمود لانجاز بعض أعمال البناء التي يتقاضى أجر عليها”.
وعن سبب انفجار القنبلة، يقول الوالد (46 سنة)، الذي يعيش في منزل مستأجر متواضع مع أسرته المؤلفة من 11 فرداً، أكبرهم محمود الخلف (16 سنة): “كنت أنظف الحقل، فوجدت جسماً غريباً، رميته جانباً، فوجده أطفالي، وعمدو الى اللعب به، وفجأة سمعت الانفجار، وكانت الكارثة”، لافتا الى أنه مريض وغير قادر على العمل الشاق، ويقول: “يعاملونني بدونية، الفقراء مثلي لا يجدون من يساعدهم، كنت أعتمد على ولدي محمود أثناء العمل، أما الأمم فلا تقدم لنا سوى 3 ملايين ليرة شهرياً، لا تكفيني لأسبوع واحد، حتى أنني توقفت عن شراء الأدوية التي أحتاجها أنا وزوجتي”.
واللاّفت أنه منذ تعرض الأطفال للاصابة، وأبو محمود ينتظر أي اتصال من أية جهة طبية أو اجتماعية للاطمئنان أو المساعدة، لكن ذلك لم يحصل، في حين ان كل ما حصل هو “قيام سيارة الاسعاف بنقل أطفالي الثلاثة الى مستشفى تبنين الحكومية، رغم أنني طالبت بنقلهم الى مستشفى بنت جبيل الحكومية، المتعاقدة مع الجهات الراعية للنازحين السوريين”، بحسب قوله.
ويضيف ان المستشفى حتى الآن قدمت له ثلاثة فواتير بكلفة ثلاثين مليون ليرة، لكنه لم يدفع شيء منها، ولا يستطيع ذلك، على أمل أن تعمد المستشفى الى التواصل مع أي جهة داعمة لأجل التخفيف عن كاهله.
وكذلك الجمعيات الراعية لحقوق الانسان في لبنان، لم تتصل أيضاً، ولم تكلّف نفسها عناء الادعاء على العدو الاسرائيلي الذي كان قد ألقى في حربه عام 2006 هذه القنبلة العنقودية، المخفية بغلاف لعب للأطفال، “أسوة بما فعلت احدى الجمعيات التي ادعت على قاتلة الكلب قبل أيام”، كما يقول أبو محمود، الذي كلّ ما يتمناه الآن هو “خروج ولده البكر من المستشفى على قيد الحياة، ولو بيد مبتورة، أما الجمعيات ومنظمة الأمم، فعليها السلام”.
داني الأمين