وهل يُلام سعد الحريري بحال قرر التنازل للمملكة؟
قبل انطلاق انتخابات المغتربين في الدول العربية وآسيا، ما عدا الإمارات العربية المتحدة، أطلقت صحيفة “عكاظ” السعودية حرباً على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بهدف دفعه إلى تجييش الشارع السني على المشاركة في الاستحقاق بدل خيار المقاطعة الذي اتخذه وجرّ خلفه نسبة لا بأس بها من الشارع السني، فهل يُلام سعد الحريري بحال قرر خوض المعركة تماشياً مع الرغبة السعودية؟
لم يتخذ الحريري قراراً واضحاً بعد بشأن كيفية التعاطي مع الضغوطات السعودية، إلا أن مصادر متابعة تستبعد عبر “أحوال” استمرار الرجل بسياسة تحدي المملكة العربية السعودية، مشيرة الى أن “الحريري تلقى طعنات الغدر من كل الحلفاء في لبنان، وواجه وحيداً الضغوط العربية عليه يوم كان رئيس حكومة، ويوم عقد التسوية الرئاسية لإيصال ميشال عون الى سدة الرئاسة، ويوم هادن حزب الله في حكومات عديدة، وفضل الحوار على التقاتل، فهل يُلام اليوم بحال قرر التنازل للسعودية ودعوة الشارع السني الى المشاركة الفعالة والكثيفة في الاستحقاق الإنتخابي، ولو أتى ذلك على حسابه؟”.
تؤكد المصادر أن “الحريري أثبت وجوده وقوته بالشارع السني، لكن مصلحته اليوم تكمن بعدم الوقوف بوجه السعودية، رغم أن قراره تجييش الشارع السني قد يكون له تداعيات على مستقبله السياسي بحال تمكن احد ما من صنع حيثية سياسية سنية “من حساب” الحريري نفسه، خاصة عندما يتبين من الدراسات أن الحريري بات يملك المفتاح الأقوى لمنع حزب الله من الحصول على الأكثرية النيابية لكنه لن يكون من يستعمله، بل عليه تجييره، مشيرة الى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد موقفاً للحريري قد يكون مفاجئاً للبعض إنما لن يكون كذلك لمن واكب رئيس تيار المستقبل منذ سنوات حتى اليوم”.
محمد علوش