انتخابات

أرقام طرابلس متراجعة.. هل يبدلها الحضور الخليجي؟

لولا بعض اليافطات واللوحات الاعلانية الضخمة، يظن العابر في طرابلس انه في مناسبة اجتماعية محددة، وليس في موسم انتخابي ينتظر شهراً واحداً من الأيام لتتبلور نتائجه التي باتت معلومة بالنسبة الأكبر منها، إن للممسكين بالاحصاءات والمدبجين لها، أو للمتابعين الذين باتوا يحفظون عن ظهر قلب قدرة كل لائحة أو مجموعة على جلب الأصوات، في زمن إنكفأ فيه المال السياسي بشكل ملحوظ، فيما المواطن يبحث عن ربطة خبز أو كيلوغرام من الخضار أو الفواكه أرخص من المتداول.

فمدينة طرابلس تحديداً والدائرة الثانية في الشمال التي كانت تتحمس للإنتخابات قبل بضعة أشهر ولا تستكين الحركة فيها ليلاً او نهاراً، بات واضحاً أن ارقامها في الإقتراع ستتراجع بنسبة ملموسة لإسباب جوهرية أبرزها:

– إنكفاء تيار المستقبل عن الترشح أو دعم اللوائح، وهو الذي كان يشكل فيها “بيضة القبان”، وسحب معه من الساحة الانتخابية “تيار العزم” الذي يرأسه رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، وكان قد سبقهما ايضاً إلى خارج السباق الإنتخابي الوزي السابق محمد الصفدي، الذين كانوا يشكلون ثلاثياً يتسابق على الأصوات ويحركها مالياً وجماهيرياً وخطابا إنتخابيا حادا جداً أحياناً.

-إنشغال المواطنين بهمومهم المعيشية والحياتية والمالية التي تزيد الخناق على رقابهم يوماً بعد آخر، ولا يجدون من “يواسيهم” بكرتونة دعم من الحبوب او المعلبات أو ما شابه، الاّ بعض الجمعيات وفي مواسم محدودة، أو بعض المرشحين الطارئين ذات الجيوب المنفوخة.

إزاء هذه المعطيات وسواها، تشير الأرقام إلى أن الدائرة الثانية في الشمال ذات الغالبية السنية بامتياز التي انتخبت عام 2018 بنسبة 43،34 بالمئة عندما كان عدد الناخبين 350144 ولم يقترع منهم سوى 151759، فإن الارقام ووفق إحصاءات الخبير الإنتخابي الدكتور إيليا إيليا، لن تتعدى نسبة المقترعين في الدورة المقبلة 38 بالمئة من أصل 377111 ناخب، في حين ان النسبة داخل مدينة طرابلس ستتدنى الى نحو 34 بالمئة بعدما كانت 39 بالمئة في الدورة الماضية، وهذه الأرقام والنسب هي في بيئة غالبيتها من الطائفة السنية وبنسبة 82.37 بالمئة.

فهل ستلفح الدائرة الثانية شمالاً وطرابلس تحديداً الرياح الخليجية التي عادت بقوة إلى الساحة اللبنانية، ولا سيما منها وبشكل لافت السفير السعودي وليد البخاري الناشط جداً في الإتصالات السياسية والروحية وإقامة الإفطارات السياسية، وتؤدي إلى تغيير جذري في المزاج الطرابلسي والدائرة المحيطة به؟

سؤال سيبقى الجواب عليه معلقاً حتى صباح السادس عشر من آيار المقبل، حين يظهر الخيط الأبيض من الأسود وتظهر أحجاما وتختفي صورا ظنت نفسها أنها ستغير في المعادلات.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى