المبادرات الخيرية تتسابق في رمضان: التكافل بديلاً عن الدولة
الظروف القاسية التي يمرّ فيها اللبنانيون عكرت أجواء رمضان لكنها لم تفقد بعده الإنساني، حصص غذائية وبونات شراء وتعبئة قوارير غاز ووجبات إفطار وسحور وكسوة للعيد وغيرها الكثير من مساهمات لجمعيات ومبادرات إنسانية لمساعدة الفئات الأكثر فقراً خلال شهر الخير.
ومن بين تلك المبادرات مبادرة “حدك برمضان” أطلقتها جمعية “تجمع قدامى ثانوية الحسين بن علي – المقاصد” وتهدف للمساهمة في مد يد العون للمحتاجين والأسر المتعففة.
جهود فردية تسعى لتقديم الأعمال الخيرية وتوصيلها إلى المحتاجين فهذا “التجمع” الذي ولد من رحم جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، يجمع عدد من قدامى تلاميذ الثانوية ويهدف للقيام بأعمال خيرية واجتماعية إلى الفئات المهمشة في لبنان وتقديم المساعدات العينية والمادية لهم من حصص غذائية إلى توزيع الخضار واللحوم والثياب على مدار العام ليبقى همهم وهدفهم الأول تأمين الأقساط الدراسية لمن هم غير قادرين على متابعة تعليمهم.
رئيس “التجمع” المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان باسم حمد يوضح لـ”أحوال ميديا” أن “حملة “حدك برمضان”، هي حملة تتحدى الظروف الصعبة خلال شهر الخير مخصصة لـ 100 عائلة ويتم من خلالها توزيع بون شراء بقيمة مليون وأربعمائة ألف ليرة وبون لتعبئة قارورة الغاز بـ 300 ألف ليرة وبون سحور بقيمة 300 ألف ليرة، تقدم لكل عائلة مسجلة لدينا”.
ويوضح حمد أن “هذه التبرعات التي ستوزع خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان تم جمعها من أعضاء الجمعية وأصدقائها الأوفياء”.
ولا يخفي مدى صعوبة الأحوال وتراجع قيمة التبرعات المقدمة “للتّجمع” إلا أن إيمانهم بترسيخ ثقافة الخير مكنتهم من الصمود والاستمرار.
ويشدّد على أنه “وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان وعجز الدولة عن معالجتها لا بدّ من تفعيل دور العمل الخيري المتمثل في الجمعيات الخيرية التي يستفيد منها العديد من فئات المجتمع المهمشة بعد أن عانوا للعام الثالث على التوالي من تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة”، داعياً “أهل الخير للإسهام في زرع الأمل للفقراء وذوي الحاجة خلال شهر رمضان الفضيل، من خلال دعم المشاريع التي ينفذها “التّجمع” من أجل الاستمرار في عطاءه ومساعدة أكبر عدد من العائلات”.
أما جمعية “غراس الخيرية” المعتمدة لدى خارجية دولة الكويت، فتهدف أيضاً للمساهمة في تنمية المجتمع في ظل الواقع الصعب والأليم الذي نعيشه في لبنان.
وبحسب المسؤول الإعلامي للجمعية عاصم مرعي يقول أن “جمعية “غراس” جمعية لبنانية تُعنى بشؤون الفرد والعائلة بكافة مكوناتها لا سيما العائلات المحرومة والمهمشة لتعود وتمارس دورها الطبيعي في تنمية وتطوير المجتمع، ولها برامج عدة لمساعدة العائلات الأكثر فقراً منها: برنامج “عطاء” ويعمل على تأمين الاحتياجات المادية الضرورية للعائلات الفقيرة والمهمشة ودعم المستحقين لكي يعيشوا حياة كريمة”
ويضيف “برنامج “ثمار” ويهدف إلى نقل العائلة من دائرة الاحتياج والاستهلاك الى دائرة العطاء والانتاج عبر تنفيذها مشاريع تنموية يعود ريعها لصالح العائلة، برنامج آفاق ويهدف إلى تمكين أصحاب الكفاءات والمهارات من تحقيق آمالهم وطموحاتهم، واكتشاف المواهب وتوظيفها كما يؤمن البرنامج كفالات تعليمية تساهم في دعم التخصص”.
ويتابع “برنامج “لمسة” يهدف إلى تخفيف الآلام عمن أصيب بوجع المرض والفقد ومرارة العيش حيث يتضمن برنامجنا في “لمسة” الجانب الصحي بشقيه النفسي والموضعي المادي. أما في رمضان فقد أطلقت وبمساعدة أهل الخير “مبادرة طرد الخير” لتوزيع الحصص الغذائية على المحتاجين حيث سيستفيد من هذه المبادرة مئات العائلات من مختلف المناطق، إلى جانب العديد من المبادرات الهادفة إلى مساعدة المحتاجين والأيتام”.
وتواجه جمعية غراس منفردة كل الصعاب التي تمر على لبنان منذ العام 2019 وحتى اليوم، إذ يوضح مسؤولها الإعلامي أن “الأزمة الاقتصادية التي تمر على لبنان منذ حوالى ثلاث سنوات قلصت من قيمة وارداتها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أدى إلى انهيار الليرة اللبنانية”.
ويتابع “رغم ذلك ما زالت الجمعية مستمرة وماضية في عملها وعطاءاتها وتبذل قصارى جهدها لتكون عوناً لهذه العائلات رغم صعوبة الظروف التي يمر بها البلد، رغم كل الظروف استطاعنا جمع التبرعات من أهل الخير ومن بعض المحسنين اللبنانيين والعرب لدعم مشاريعنا وبرامجنا، رغم أن الوضع الاقتصادي العالمي في السنوات الماضية بسبب انتشار جائحة كورونا وغيرها أثّر على الواقع الإنساني ومجال التبرعات وقلصها الى حدود كبيرة”.