قالب الحلوى فوق المليون: “ما تحلي ضرسك بوس ايد الماما”
أيها اللّبناني: ودّع قالب الكيك في عيد الأم بعد أن أصبح لمن استطاع إليه سبيلاً “وبلا ما تحلّي ضرسك” بل اكتف بتقيبل يد “ست الحبايب”. هكذا يمكن أن نختصر المناسبة اللطيفة برد بعض من جميل اللواتي يهززن السرير باليمين والعالم بيسارهن، لا هدايا تساوي عطاءاتها ولكن فلنعرج على هذه المناسبة قليلاً.
سرقت الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان فرحة الاحتفال بعيد الأم، وحرمت الأولاد من متعة شراء “الكاتو” والهدايا لأمهاتهم، اذ ارتفع سعر قالب الحلوى خلال شهر من 350 ألف ليرة إلى 500 ألف لـ 7أشخاص، وبعضها تخطى سعره الـ 900 ألف ليرة وفقاً لنوعه وحجمه، أي أكثر من الحد الأدنى للأجور.
أما بالنسبة لقالب الحلوى “وفق الطلب” فقفز سعره إلى ما يفوق الـ 5 ملايين ليرة حسب الشكل والحجم والتنفيذ. كل ذلك بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا التي عمقت أزمة لبنان المنهار مالياً، وخفضت من حجم استيراد المواد الأولية من الزيت والسكر والطحين.
وتقول السيدة غادة. صاحبة مصنع لصنع الحلوى “لم يكن ينقص لبنان شقاء وتداعيات إضافية على أزماته وانهياراته سوى أن تشن روسيا حربها على أوكرانيا لتزيد معاناة شعبه اليومية، لقد ضربت الأزمة قطاع “الباتيسري” بالعمق خصوصاً وأن معظم المواد الاولية التي تدخل في صناعة الحلوى مصدرها من أوكرانيا، كما وارتفعت أسعارها كثيراً لذلك بدأنا نلاحظ ارتفاعاً في أسعار الحلويات دون تحقيق أي ربح يذكر”.
وتشرح التفاصيل وأسباب ارتفاع الاسعار الجنوني بأن “سعر 10 ليتر من الزيت يصل إلى 650 ألفاً، فيما ارتفع سعر كيلو الطحين إلى 20 ألفاً إن وجد، أما كيلو السكر فوصل إلى 25 ألفاً”.
وتتابع “إننا نعاني أيضاً من غلاء أسعار لوح الفلين الذي يوضع عليه قالب الحلوى الذي أصبح بحدود الـ 220 الف ليرة، أما سعر5 كيلو من عجينة السكر فسعرها 450 ألفاً، فيما علبة الكريمة تخطت الـ 90 ألفاً. ناهيك عن الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات”.
وتضيف “أصحاب الباتيسري بعضهم أقفل وبعضهم يجد صعوبة في الاستمرار بهذا الوضع المأزوم، المبيعات تراجعت بنسبة 80%، ومعها انخفضت أرباحنا إلى الحدود الدنيا، نعمل باللحم الحي كي نضمن استمراريتنا في السوق، ولا ننسى أن هناك عشرات العائلات التي تعتاش من هذه المهنة”.
من ناحيته يؤكد أمين ع.، مالك محل حلويات، أن “القطاع قد انهار تماماً وليس أسوأ من الغلاء الفاحش الا انقطاع المواد الأولية من السوق بسبب احتكار كبار التجار وليس لأي سببٍ آخر، مرة يحتجون بالدولار ومرة بالحرب ومرات باعتمادات مصرف لبنان فيما الحقيقة اننا ضحية حيتان الاحتكار” ويضيف “بسبب هذا الواقع يشهد قطاع الحلويات تفلت صحي بسبب استخدام مواد غير مطابقة للبيع بأسعار أرخص ما سيسبب مشاكل وأزمات صحية وحالات تسمم”.
في المحصلة فإن قطاع الحلويات في لبنان قد لحق بقطاعات عديدة سبقته، بكل أسف اين وصلت حال العائلات اللبنانية المرتبطة به…، هذا بالنسبة إلى قالب الحلوى، أما بالنسبة للهدايا فحدث ولا حرج!
لا داعي للمزيد من “الهم والغم” فلتكن المناسبة يوماً للفرح بعيد “ست الحبايب” ببعده المعنوي والأخلاقي، ولنعترف بأننا بحاجة لمعالجة شقه المادي بحده الأدنى.
ينعاد على جميع الأمهات بأيام أفضل