منوعات

“اللعبة أصبحت في مرحلتها الاخيرة”… هل يطير رياض سلامة قبل الانتخابات؟

صرّح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم أمس الأربعاء، أن اللعبة شارفت على النهاية، وأننا نتعرض للهجوم من جهات معروفة لا تريد للتحقيق الجنائي الوصول إلى نتائج وتحميل المسؤولية لمن أوصل الوضع المالي إلى الواقع المؤلم”، هذا الكلام أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط السياسية، حيث اعتبر مطلعون أن عون قصد “لعبة” حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومن خلفه رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

من الواضح بحسب مصادر سياسية بارزة، أن الرئيس عون عنى في كلمته التي أدلى بها صباح اليوم في القصر الجمهوري، بأنه يقصد المعركة الدائرة اليوم لمحاولة اقصاء حاكم المصرف المركزي، وهناك معركة كبيرة يقودها عون شخصيًا ضد الحاكم لإخراجه واتهامه أنه يعرقل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.

في مكان ما تلفت المصادر، إلى أن رئيس الجمهورية محق بأن سلامة يعرقل التحقيق الجنائي، لكن الحاكم ليس وحده من يقود عملية العرقلة، بل هناك حلفاؤه داخل مجلسي النواب والوزراء، اضافة إلى الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، فهما يساندان الحاكم في معركته ضد ميشال عون.

سبب معركة عون على سلامة بحسب المصادر، ليس التدقيق الجنائي وحسب، بل أن الرئيس ميشال عون يريد ان يُخرج رياض سلامة من موقعه ليضع بدلًا عنه مدير عام وزارة المالية السابق آلان بيفاني، كي يستطيع الرئيس الامساك بالمصرف المركزي.

وكشفت أن عملية تطيير رياض سلامة من حاكمية المصرف المركزي ستسبق الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيار، وسيقع الخيار اما على آلان بيفاني أو على الوزير السابق منصور بطيش، ومن المتوقع أن نشهد خلافًا سياسيًا كبيرًا ينعكس على اجواء مجلسي النواب والوزراء، خصوصًا بين الرئيسين عون وبرّي، وسيكون قرار تطيير سلامة بمثابة إنجازًا كبيرًا يعطي أملاً للتيار الوطني الحر بتحسين وضعه الشعبي قبل موعد الاستحقاق الانتخابي.

شعارات عون ضد الفساد تلقى مقبولية شعبية، لكن معرفة الناس بنوايا عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في محاولة تحسين التموضع السياسي داخل الادارة اللبنانية لا يلقى تجاوباً من الناس، لانهم يأخذون على رئيس الجمهورية بأن له مآرب شخصية أكثر مما انه يحاول أن يدافع عن حقوق المودعين ومصالح الناس الذين تضرروا من السياسات المالية التي هندسها مصرف لبنان طوال السنوات الماضية، ولا سيما منذ العام 2019، حين بدأ الانهيار المالي يتوسع.

لكن مصادر مطلعة على أجواء قصر بعبدا، تشير إلى أن الرئيس عون قصد أن الضغط على لبنان و الحرب عليه وصلت إلى أيامها الأخيرة، وهو يستبشر خيراً لعدّة عوامل، أبرزها عودة الحياة إلى مجلس الوزراء والاجتماعات التي تنعقد في سبيل وقف الانهيار وما ترافق معها من انخفاض ملحوظ في سعر الدولار بالسوق السوداء، بإلإضافة إلى بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتحرك القضائي الداخلي والخارجي فيما يختص حاكم البنك المركزي وتهريب الأموال إلى خارج لبنان.

ولفتت المصادر، إلى أن كل هذه المعطيات تشير إلى أنّ اللعبة شارفت على النهاية، وما قصده عون بتصريحه أنّ عقارب الساعة بدأت بالدوران وساعة الحقيقة اقتربت، وسيعلم اللبنانيون من تسبب في سرقة اموالهم وتردي اوضاعهم المالية والمعيشية والاقتصادية.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى