سقط هيكل تيار المستقبل… من سيرث سعد الحريري؟
بينما يُخيم الحزن على مراكز تيار المستقبل وشوارع العاصمة التي يسكنها مناصري تيار الرئيس سعد الحريري الذي قرر الانسحاب من الحياة السياسية، تبرز فئة كبيرة من اللبنانيين السنّة تحديدًا، الذين ينظرون إلى عزوف الحريري عن خوض الانتخابات النيابية بإيجابية، معتبرين أنه خطوة مهمة لفتح صفحة جديدة تنعكس ايجاباً على وضع البلاد والعباد، بعد أن فشل التيار الازرق على مدار 15 عامًا في إنجاز ما هو مطلوب منه.
تقول أوساط سياسية بارزة، أن غياب الحريري عن المشهد السياسي لا يعني “نهاية الحياة”، بل بدايتها، فالطائفة السنية بحاجة ماسة إلى قيادة جديدة تولي اهتمامًا كبيرًا للطائفة بعد أن تفككت وتشرذمت وتاهت في صراعات زعماءها، ولعل ابتعاد الحريري وغيره من الزعماء يفتح المجال لوجوه سياسية جديدة تأخذ على عاتقها النهوض بالوطن والدولة والشعب، وتؤكد أن السلطة ليست عقارًا أو قصرًا مطوباً بإسم زعيم معين.
لن تنجح جميع المحاولات السياسية والاعلامية والشعبية في تغيير موقف الحريري، كما أن حزن بعض نواب تيار المستقبل على نفسهم لن يُبدل الواقع، لأنه وباختصار قرار الحريري ليس بيده، كما تقول الأوساط، فالإمارات العربية المتحدة طلبت منه زيارة لبنان لانهاء الملف السياسي والعودة إلى أبو ظبي لمواصلة عمله في مجال الـ business.
ولفتت إلى أن معظم نواب المستقبل لن يترشحوا على الانتخابات، رابطين مصيرهم السياسي بمصير الحريري، وهم أي النواب الحاليين يدركون أنهم فشلوا في تمثيل ناخبيهم، وكانوا أدوات فقط بيد الاقوياء المقربين من سعد الحريري، وهؤلاء هم من أسقطوا هيكل تيار المستقبل في الوزارات ومجلس النواب والبلديات وغيرها من مؤسسات الدولة، وبنوا ثروات طائلة من الاموال على حساب مصالح الناس واحلامهم، ولعل الخطأ الابرز الذي وقع به سعد الحريري هو سوء اختيار الشخصيات القريبة منه، من نادر الحريري إلى جهاد العرب وبعض المستشارين الذين لا يمكن عدهم ولا احصاءهم.
سقط هيكل تيار المستقبل على أمل أن يقوم هيكل الوطن تقول المصادر، والساحة السنية ستشهد تنافسًا حادًا بين القوى في الخامس عشر من أيار المقبل، والهدف واحد، وراثة سعد الحريري شعبيًا، ويمكن القول وفق الاوساط أن بيروت ستكون المعركة الأساس، عقر دار تيار المستقبل، فمن سيفوز في تولي شؤون الأمة من جديد؟ وهل حقًا ما بعد انتفاضة 17 تشرين ليس كما قبلها، الإجابة ستكون في أيار، فلننتظر.