منوعات

لماذا لم يزر الرئيس المكلّف السعودية حتى اليوم؟

رغم جولاته وصولاته على العديد من الدول الإقليمية وآخرها الإمارات العربية المتحدة، لا يزال الرئيس المكلّف سعد الحريري عاجزًا عن زيارة المملكة العربية السعودية التي ترفض حتى إطلاق إشارات إيجابية تجاهه، رغم إعادة سفيرها وليد بخاري إلى بيروت بعد غياب طويل.

خصوم الحريري في لبنان يعتبرون أنّه يؤخر تشكيل الحكومة عبر اختلاق أعذار لتمرير الوقت إلى حين حصوله على “الضوء الأخضر السعودي”، بينما الحريري يؤكد أنّه لا ينتظر رضا أي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي في 4 آذار 2021.

 

لماذا الحريري لم يزر السعودية حتى اليوم؟

مصادر دبلوماسية أشارت لـ”أحوال”، إلى أنّه “بخلاف ما يُحكى عن إغلاق أبواب السعودية في وجه سعد الحريري، فإن المملكة لا تضع أي فيتو أو “بلوك” على الرئيس المكلّف، لكنها  ستتعامل مع الحريري في المرحلة المقبلة بناءً على الحكومة التي سيُشكلها”.

وقالت المصادر: “السعودية لا تريد إظهار دعمها لأيّ حكومة سيشكلها الحريري خصوصًا اذا تمثّل فيها حزب الله، واليوم في حال حصول لقاء مبكر بين الحريري والقيادة السعودية وتشكّلت حكومة فيما بعد تضم أحزابًا سياسية وتحديدًا حزب الله، فهذا يعني أن السعودية وفّرت الغطاء السياسي لسعد الحريري لرئاسة هكذا حكومة، وهذا ما لن يحصل”.

وأضافت، “في حال شكّل الحريري حكومة مهمة من إختصاصيين تتناسق مع المبادرة الفرنسية وبعيدة عن الأحزاب والقوى السياسية، يستطيع سعد الحريري حينها زيارة السعودية متى يشاء، وسيكون مرحب به وبحكومته، لأنّ السعودية ملتزمة بمساعدة لبنان سواء عبر مشاركتها في صندوق النقد الدولي أو عبر مؤتمر سيدر التي كانت جزءًا منه”.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ رئيس تيار “المستقبل” لم يطلب موعدًا لزيارة الرياض، وهو لن يأخذ أيّ قرار يتعارض مع المبادئ التي تؤمن بها السعودية حيث تريد أن يكون لبنان جزءًا منها لا عليها.

واعتبرت أنّ “أي حكومة شبيهة بالحكومة الحالية، أي قوى الأكثرية التي تتمثل بـ حزب الله والتيار الوطني الحر لن تكون موضع ترحيب، أمّا إذا شكّل الحريري حكومة المهمة، فستكون أبواب العالم كلّها مفتوحة له وفي مقدّمتها المملكة العربية السعودية”.

وقالت المصادر: “سياسة حزب الله ما زالت تؤثر على العلاقة اللّبنانية-السعودية، لكنّ هذا لا يعني أنّ السعودية ضد سعد الحريري، فضلاً عن أنّ الملف اللّبناني ليس ضمن أولويات المملكة لسببين، الأوّل مرتبط بحزب الله والثاني يتعلق بالأزمات التي تعيشها السعودية خصوصًا في حرب اليمن والقصف المتواصل التي تتعرّض له من قبل الحوثيين، بالإضافة إلى التغييرات الإقليمية التي طرأت مع تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن الرئاسة خلفًا لـ دونالد ترامب”.

من جهة أخرى، أشارت أوساط سياسية مطّلعة على أجواء المملكة العربية السعودية، إلى أنّ “موقف المملكة معلن بوضوح، وهو أنّها لا تتدخل في قرار يعني اللّبنانيين، وبالتالي فهي لا يمكن أن تتصرّف على قاعدة تناقض قرارها، فاستقبال الحريري في السعودية في هذه المرحلة يمكن أن يعطي انطباعًا بأنّ السعودية تتدخل في تشكيل الحكومة خصوصًا في ظل العراقيل التي تُعيق عملية التشكيل”.

وقالت الأوساط: “موقف المملكة هو أن يتخذ اللّبنانيون القرارات التي يرونها مناسبة لمصالحهم في تشكيل الحكومة وغيرها من الملفات، لكن بعد تشكيل الحكومة وفي ضوء تركيبتها وتوازناتها وبيانها الوزاري والسياسات التي ستتبناها وتنفذها، على ضوء هذه المعطيات تتصرّف المملكة في التعاطي مع الملف اللّبناني”.

وعن عدم زيارة الحريري إلى السعودية، كشفت المصادر أنّ “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرفض تعاطي القيادة السعودية مع الحريري في الوقت الراهن، في إشارة واضحة إلى الامتعاض السعودي من أداء رئيس التيار “الأزرق”.

وقالت: “استسلام الحريري أمام حزب الله وتنفيذ ما يريده يُغضب بن سلمان، لأنّ الحريري فشل في التصدّي لـ”المشروع الايراني” الذي يمثله حزب الله”، لافتةً إلى أنّ بن سلمان كان يعوّل كثيراً على الحريري لجهة حفاظه على مصالح المملكة، لاسيّما في “العهد الجديد” الذي يمثله بن سلمان، إلّا أنّ الحريري انحرف عن المسار وفضّل دعم عهد الجنرال ميشال عون”.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى