عملية نوعية لـ “المعلومات” في وادي خالد… إليكم الرواية من ألفها إلى يائها
فنجان قهوة أوقع بالخلية الإرهابية
ضربة معلّم، هكذا يمكن باختصار وصف العملية النوعية والمحكمة التي نفذتها شعبة المعلومات ضد خلية إرهابية في منطقة وادي خالد، والتي أدّت إلى مقتل تسعة من أفرادها، دون تسجيل أي إصابة في صفوف المعلومات، فمن هي هذه الخلية وكيف إكتُشف أمرُها؟ وما علاقتها بجريمة كفتون؟.
منذ شهر أيار من العام الحالي تقوم شعبة المعلومات بالتحقيقات وجمع المعطيات حول خلية إرهابية في طرابلس حسب مصدر أمني لـ “أحوال”، إلا أنّ القطبة الخفية ظهرت مع جريمة كفتون والتي على إثرها قامت مخابرات الجيش في الرابع عشر من أيلول بعملية أمنية أدّت إلى مقتل الإرهابي خالد التلاوي الذي كان مختبئًا في منزل الإرهابي عبد الرزاق الرز الذي تم توقيفه في منطقة أعشاش، فيما لاذَ الإرهابي أحمد الشامي بالفرار حتى ألقي القبض عليه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في بلدة حيلان قضاء زغرتا في مبنى مهجور.
الفضل في عملية القبض على الشامي يعود لطفلٍ من المنطقة، وفي التفاصيل فإن حب الشامي للقهوة دفعه للخروج من مخبئه فطلب من طفلٍ من المنطقة أن يشتري له فنجان قهوة، وهنا الطفل استغرب وجود شخص غريب في منزل مهجور، فأبلغ والده بما شاهده.
استدرك الوالد أنه من الممكن أن يكون هذا الشخص هو الإرهابي أحمد الشامي بعد تعميم قيادة الجيش صورته، فعرض على ابنه الصورة فأكد الطفل أنه هو نفسه الذي شاهده في البيت المهجور، وعلى الفور قام الوالد بإبلاغ مخابرات الجيش فطوقت المبنى واعتقلت الشامي في عملية خاطفة لم يتسن للشامي فتح القنبلة التي كانت بحوزته.
في الوقت عينه فإن شعبة المعلومات كانت لا تزال تتابع القضية لحظة بلحظة وكان في قبضتها ثلاثة موقوفين في القضية، ومساء السبت 26 أيلول نفذت العملية النوعية على بقايا المجموعة الإرهابية في جرود وادي خالد.
حاصرت القوة الضاربة للشعبة المبنى، وطلبت من العناصر المختبئة داخلها الإستسلام ، إلّا أنّهم رفضوا الرضوخ، فحصل تبادل إطلاق نار أدّى إلى مقتل تسعة أشخاص من أفراد الخلية الإرهابية، فيما لم يصب أي من عناصر القوة بأذى. علمًا أنّ القوة لم تدخل المبنى بإنتظار إنتهاء خبراء المتفجرات من مسح المكان وتفكيك الأحزمة الناسفة والمتفجرات داخل المنزل، وبالتالي يمكن أن يتبين المزيد من قتلى الخلية في وقت لاحق .
القضاء على هذه الخلية الإرهابية أثار غريزة إرهابيين إثنين قاما على متن دراجة نارية بإطلاق النار على عناصر الجيش على مدخل ثكنة عرمان العسكرية، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين من الجيش بحسب مصدر عسكري، فيما قُتل أحدهما بعد تبادل لإطلاق النار مع عناصر الجيش المتواجدين في محيط الثكنة، ولاذى الإرهابي الثاني بالفرار في الأحراج، فيما طوّق الجيش المنطقة لإلقاء القبض عليه.
وبحسب المصدر الأمني فإن تكشف خيوط جريمة كفتون بدأ بعد إنكشاف أمر الإرهابي خالد التلاوي فور تعميم قيادة الجيش صورة الرابيد المستخدم في الجريمة، وللمصادفة فإن شقيق التلاوي عسكري في الجيش اللّبناني قدم إفادته بأن السيارة تعود لشقيقه عزت التلاوي، وبالتحقيق مع الأخير تبيّن أن شقيقه الإرهابي خالد التلاوي هو من يستعمل السيارة، وأنّ لا علاقة له إطلاقًا بأعمال شقيقه خالد، وعلى إثرها بدأت مخابرات الجيش بالبحث والتحرّي عن خالد، إلى أن صودف وجوده أثناء عملية إعتقال الرز في وادي خالد.
القضاء على الخلية الإرهابية بعقلها المدبر وأعضائها يسجل في خانة الإنجازات النوعية لشعبة المعلومات. وقد بات واضحًا أنّ هناك خلايا أخرى نائمة في جحورها، تنتظر اللّحظة المناسبة لارتكاب أي عمل إرهابي في وطن يتخبط بالأزمات، وهنا تبرز الأهمية لتعزيز الأمن الاستباقي لدى جميع الأجهزة، للقضاء على الإرهابيين قبل شروعهم بجرائمهم، ولتعزيز ثقة المواطن بأجهزة الدولة، حتى لا يظن أي إرهابي أو مخل بالأمن، أن أمن الوطن والناس لقمة سائغة.
منير قبلان