مجتمع

حملة تنظيف بيروت: تحرك خجول سبقه “هوبرة” إعلامية

على مدار أسبوعين، عمدت بلدية بيروت ممثلة بالمحافظ مروان عبود على الترويج لحملة تنظيف شوارع العاصمة في 7 تشرين الأول أي يوم أمس الأحد، وهي حملة ضمّت إلى جانب محافظة بيروت، جمعيات من المجتمع المدني، هدفت إلى تنظيف شوارع بيروت وأرصفتها وأزقتها من شرقها إلى غربها، وذلك بعد أن أصبحت الأزمة واقعاً مريراً ينهك أبناء العاصمة وسكانها.

نظمت الحملة بالشراكة مع المجتمع المدني والجمعيات البيروتية الأهلية والمدنية والكشفية والإعلامية وفوجَي الإطفاء وحرس مدينة بيروت. وبحسب بيان وزعته دائرة العلاقات العامة في البلدية “شهدت شوارع وأحياء العاصمة منذ ساعات الصباح حملة نظافة مكثفة ضمت أكثر من 1200 متطوع ومتطوعة، لبوّا نداء “بيروت بحاجة إلنا كلنا”، وانحنى جميعهم لتنظيف شوارع العاصم”.

مواكبة لهذا النشاط البيئي، قام “أحوال” بجولة تفقدية لتغطية الحملة، فكان واضحاً أن الهدف منها الترويج الإعلامي للبلدية التي لم تجد ما تقدمه للبيارتة فلجأت إلى هكذا نشاطات تنتهي مع إنتهاء جولة مروان عبود، بحيث غادر الناشطون والمتطوعون والموظفون المشاركين في الحملة عند الساعة 11 ظهراً أي بعد انتهاء جولة المحافظ، وذلك بحسب مصادر شاركت في الحملة.

هذا وألقى كلّ من محافظ بيروت ورئيس المجلس البلدي جمال عيتاني كلمة خلال الحملة، فقال عبود إنّ “بلدية بيروت مع أهالي بيروت ومواطنيها في السراء والضراء”، متوجهاً إلى عناصر فوج الإطفاء بالقول: “البلدية بلديتكم، وأنتم رجال المدينة على الأرض في جميع الظروف، إذ أنكم دائما إلى جانب الناس وفي الأيام الصعبة، ونأمل أن نوافيكم تعبكم، ونحقق لكم طموحاتكم، فالطريق أمامنا صعبة، لكننا سنمشي سوياً يداً بيد حتى نصل”.

أما عيتاني، فحيا فوج الإطفاء على الفخر والاعتزاز الذي يعطيه لمدينة بيروت، قائلاً: “نحن نعتز ونفتخر بكم، ورحم الله شهداء فوج الإطفاء الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت”، مضيفاً “دوركم أساسي في بيروت في كل المراحل والأزمات، فأنتم السباقون دائما لخدمة بيروت وأهلها، ووجودكم يعطي زخما لأي حركة قي العاصمة”.

وتابع عيتاني: “الحملة التي نقون بها رمزية لتوعية أهل بيروت للتحكم بأزمة النفايات، وضرورة رميها في المستوعبات المخصّصة لها، وليس على الطرقات”، وختم متوجهاً إلى عناصر فوج الإطفاء، بأن “المجلس البلدي إلى جانبكم دائمًا، ولن يقصّر معكم، على أمل أن تساعدنا ظروف البد”.

الأمر اللّافت أيضًا خلال جولة “أحوال” في الطريق الجديدة ورأس بيروت والأشرفية والكرنتينا والجميزة وغيرها من المناطق، تبيّن أنّ شركة رامكو المتعهدة جمع النفايات وكنسها في العاصمة هي الجهة الوحيدة المتواجدة على الأرض من خلال عمال وآليات، تقوم بكنس وجمع النفايات ونقلها إلى المطامر، في حين لم تسجل حركة واسعة لبلدية بيروت على الأرض، وقد سألنا سكان الأحياء عن الحملة، وقد أكد كثيرون منهم عدم رؤيتهم لأي متطوعين، كما اشتكوا من أزمة النفايات التي لا تزال تقلق راحتهم وتشوه طرقاتهم وأحياءهم.

وفي هذا الإطار، التقطت كاميرا “أحوال” تراكم النفايات في الشوارع وبجانب الحاويات، ما يؤكد أن الحملة هدفها إعلامي بحت، ولم ترتقِ إلى مستوى عنوانها “تعوا كلنا ننحني لبيروت”، لذلك لا بد من طرح عدة تساؤلات هامة تتعلق بالحملة التي أطلقها المحافظ عبود، وهي:

كم كلّف الفيديو الذي أعدّته محافظة بيروت للترويج للحملة، وهل هو مجاني؟ ومن هي phenomena التي يظهر اسمها فيه؟ وماذا تقاضت بالمقابل؟ وما هي علاقة الحملة بالسلف المالية التي أقرّها المجلس البلدي الأسبوع الماضي ووضعها بتصرف المحافظ عبود والتي بلغت مليار ليرة؟ وإذا كان مبلغ المليار ليرة مخصّص لتمويل هذه الحملة المسماة تطوعية، فكيف يمكن إقناع البيارتة بأنّ الهدف ليس تنظيف سمعة المحافظ والبلدية بدلاً من تنظيف العاصمة؟، وبعد انتهاء الحملة الدعائية، من سينظف بيروت في ظلّ عجز البلدية عن إيجاد حلول نهائية لأزمة النفايات؟ وهل تستطيع البلدية أن تؤمن جميع الخدمات المطلوبة منها كالصيانة والتنظيف والزراعة وتشحيل الشجر ورش المبيدات بنفس الطريقة؟.

 

 

محمد مدني

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى