مجتمع

الطلاب بين كورونا والأزمة الاقتصادية: فلترحمنا وزارة التربية

وزير التربية.... تجاهل تام لصرخة الأهالي والطلاب

وكأنّ فيروس كورونا يميّز بين طلاب الطلبات الحرّة والمدراس، حتى تفرّق وزارة التربية التربية والتعليم العالي بينهم، إذ طلبت إجراء الإمتحانات الرسمية لأصحاب الطلبات الحر، وقدّمت إفادات ناجحة لطلاب المدارس والمعاهد عن العالم الدراسي 2019 – 2020، الأمر الذي أثار ضجةً كبيرةً من الطلاب أصحاب الطلبات الحرّة وأهاليهم_ لاقى تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن وجوب تقديم الامتحانات في ظل ارتفاعٍ كبيرٍ في أرقام كورونا في لبنان والأزمة الاقتصادية المدمّرة. توازياً، طالب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن طالب اليوم الأحد، بإقفال البلد بشكلٍ عام لمدة أسبوعين بسبب فقدان السيطرة على تفشي الوباء.

‎وزير التربية يتجاهل صرخة الطلاب

‎حاول  “أحوال” التواصل مع وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب للحصول على أجوبة منه، دون أن نلقى رداً. اتصلنا به من عدة أرقام وأرسلنا له رسائل نصية ورسائل عبر الواتساب على مدار يومين، موضحين الموضوع، إلا أنّه قرّر تجاهلنا وتجاهل صرخة الناس.

فيديو : مناشدة من الطالبة اليانا التنوري لوزير التربية

مديرية التعليم المهني مع الطلب بمواجهة وزير التربية

‎انتقدت مديرة التعليم المهني د. هنادي بري في حديثٍ لـ “أحوال”،  “التمييز بين الطلاب”، معتبرةً أنّه يجب أن يحصل كل الطلاب على إفاداتٍ ناجحة هذه السنة وليس فقط من تسجّلوا بالمدارس والمعاهد، ولم يرق لبرّي تبرير الوزير بأنّه هناك طلابٌ قدّمت طلبات حرة دون أن تدرس وتحاول استغلال الظرف للحصول على الشهادة بدون جهد، مستطردة أنّ المعيدين يقدمون على هذه الخطوة كونهم درسوا المنهاج في السنة السابقة، وهم يريدون توفير تكاليف التسجيل في المدرسة (الرسمية 500 ألف ليرة) بدفع فقط كلفة تقديم الطلب التي أقصاها لا يتجاوز الـ 65  ألف ليرة. وترى برّي أنَّ الموضوع ليس فقط كورونا في لبنان بل يجب وضع الأزمة الاقتصادية والنقدية بعين الاعتبار، مؤكدةً أنَّ لا أحد يجرؤ حتى على تَلزيمْ مناقصة ورقٍ من الدولة  بسبب تقلّب سعر صرف الدولار، وأضافت برّي أنَّ كارثة انفجار مرفأ بيروت أثّرت على مئات العائلات، بل حتى أيضاً تضرّر المبنى الخاص بالإمتحانات التابع لمديرية التعليم المهني، وهو الآن غير صالحٍ للعمل.

من مبنى مديرية التعليم المهني المتضرر

‎ولفتت بري أنّها تؤيّد فقط إجراء الامتحانات لطلاب “الـ  “LTكونها شهادة توازي الشهادة الجامعية، و”لا يوجد دولة في العالم ألغت الامتحانات الجامعية”، مشيرةً أنّ إمتحانات الـ LT  ستُقدّم في 5 – 6 -7 تشرين أول القادم، مؤكدةً أنّ المديرية اتخذت كل إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية الصحية للحفاظ على سلامة كل من الطلاب والمراقبين ومصححي الإمتحانات.

‎الطلاب يطلقون صرخة ضدّ “التمييز”

‎اعتبر الطلاب وأهاليهم أنَّ وزير التربية يرسل الرسالة الخاطئة بقراره عدم منح طلاب الطلبات الحرة إفادات وإجبارهم على إجراء الامتحانات، وكأنّه يقول إنَّ الطالب الذي لم يدفع رسم تسجيلٍ في المدرسة أو المعهد ستعامله وزارة التربية بقسوة لدرجة أنها ستدعه يصاب بكورونا كعقاب.

‎وكان موقع أحوال قد تحدث مع العديد من الطلاب وأهاليهم وهذه أبرز هواجسهم:

الطالب أحمد نور الدين  كشف أنَّ الصورة على بطاقة الترشيح ليست له، ومازال ينتظر التصحيح من الوزارة متخوفاً من عدم إمكانية خوض الامتحان بسبب هذا الخطأ .

خطأ في أوراق التقديم
خطأ في أوراق التقديم
خطأ في أوراق التقديم

‎طالبة مصابة بكورونا من معيدي سنة 2019 من شمال لبنان قالت إنّها ستذهب لإجراء الإمتحانات، لأنّها لا تريد تضييع سنة أخرى عليها، وتحمّل وزير التربية مسؤولية أي عدوى تنقلها، لأنّه قرّر عدم أحقيتها بإفادة نجاح.

‎طالبٌ من معيدي 2019 من بيروت قرّر مقاطعة الإمتحانات مؤكداً أنّه لن يخاطر بحياته وحياة أهله من أجل امتحانٍ ظالم.

‎طالبة من منطقة بنت جبيل أشارت إلى أنّ الوزارة حدّدت مكان امتحانها في النبطية، وليس لها القدرة المادية لدفع تكاليف الأجرة  كل يوم للذهاب إلى الامتحان، مشيرةً أنّ والدها عاطل عن العمل بسبب الأزمة الاقتصادية، هذا عدا عن خوفها من التقاط فيروس كورونا، لذلك قررت المقاطعة.

‎طالبٌ من طرابلس أكد أنّه سيقاطع الامتحانات مشيراً أنَّ أرقام كورونا في طرابلس مرتفعة جداً وهو ليس مستعداً لخسارة أهله من أجل الحصول على الشهادة.

‎طالبة من معيدي 2019 من بيروت رأت ان إجراء الامتحانات ظلمٌ كبير، و إذا كان الوزير متخوّفاً من مستغلي الظرف، عليه إنصاف المعيدين أقله، مذكرةً أنّه في عام 2014 تم إعطاء إفادات بسبب فشل السلطة على التوافق على سلسلة الرتب والرواتب، أمّا اليوم الأمر متعلق بصحة الطلاب وأهاليهم ومع ذلك نُجبر على الامتحان، مؤكدةً أنّها ستقاطع الامتحانات.

‎طالبة طلب حرّ من ضاحية بيروت الجنوبية أكدت أنّها حاولت التسجيل في عدة مدارس رسمية ولم يتم قبولها بسبب سنها، وأشارت أنّها ليست مضطرة إلى إجراء الامتحانات التي قد تؤدي التقاطاتها  كورونا، بسبب هذا الرفض.

‎أم لطالبة بكالوريا من الضاحية الجنوبية أكدت أنّ العديد من أفراد عائلتها أُصيبوا بكورونا، وأنَّ ابنتها لن تستطيع تقديم الامتحان بسبب وجوب الحجر الصحي كونها مخالطة لمصابين.

محمد شمس الدين

 

محمد شمس الدين

كاتب وناشر على مواقع التواصل الإجتماعي ومعد برامج وتقارير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى