انتفاضة لمزارعي التبغ: “الريجي” تشتري منّا بنصف السعر
خاص “أحوال”
نفّذ العشرات من مزارعي التبغ اعتصامات متفرقة أمام مراكز تسليم التبغ، في قرى وبلدات عيترون، عيتا الشعب، الصوانة، رميش، تولين، بليدا وميس الجبل، معبرين عن رفضهم تسليم محاصيلهم الى مؤسسة “الريجي”.
القصة بدأت بعد أن أعلنت الريجي عن البدء باستلام المحاصيل، ابتداء من اليوم، ليتبين للمزارعين أن “الأسعار مجحفة ولا تتناسب مع غلاء الأسعار وكلفة الانتاج”، بحسب المزارع مصطفى مواسي (عيترون).
ويشير مواسي الى أن “ما يحصل هو أمر مرفوض من جميع المزارعين، الذين تكبدّوا مصاريف باهظة على الزراعة، وعدم إنصافهم يعني القضاء على زراعة التبغ في المنطقة”. ولفت إلى أن “مراسلي التبغ رفضوا في البداية الحديث عن السعر الذي تنوي مؤسسة الريجي احتسابه على كل كيلو غرام من التبغ، لكن بعد تهافت الحشود، قالوا لنا أن السعر هو 40 ألف ليرة، رغم أن كلفة الكيلو على المزارع تزيد عن 65 ألأف ليرة”. ويضيف المزارع مواسي الى أن “الريجي باغتت المزارعين وأعلنت عن البدء باستلام المحاصيل، لفرض أسعارها عليهم، رغم أنها تبيع علب لفائف التبغ بأسعار السوق، وتستلم من المزارع بأسعار متدنية جداً”.
وفي بلدة تولين إلتزم المزارعين بعدم تسليم محاصيلهم، معترضين على الأسعار الجديدة، فيقول مختار البلدة علي مزنر أن “جميع أبناء البلدة يعتاشون من زراعة التبغ، والزامهم ببيع انتاجهم بأقل من نصف الكلفة سوف يؤدي الى مشاكل كثيرة لا تحمد عقباها، لا سيما أن المزارعين يعتاشون على الديْن الذي يفترض أن يقومون بتسديده بعد قبض مستحقاتهم من الريجي”.
وفي بلدة عيتا الشعب عبر المزارعون عن استنكارهم لما آلت اليه الأمور “وعدم اكتراث أي مسؤول لأوضاعهم، حتى أنهم أثناء اعتصامهم لم يتلقوا أي اتصال أو متابعة من أي نائب أو وزير أو حتى موظف” كما يشير المزارع علي الزين، الذي أكد على “التزام المزارعين بعدم تسليم محاصيلهم الى حين تحديد سعر منصف، لأن كلفة الكيلو غرام الواحد تزيد على 70 ألف ليرة، ما يعني أن ثمن الكيلو عند التسليم يجب أن لا يقل عن 100 ألف ليرة”.
ويبين أن “ثمن شوال السماد المستخدم للتبغ ارتفع من 20 ألف الى 70 ألف ليرة، أما بدل فلاحة دونم الأرض ارتفع من 30 ألف الى 500 ألف ليرة، لذلك فان المزارعين قد امتنعوا حتى الآن عن فلاحة أراضيهم، وهذا يعني أنهم لن يلجأوا الى الزراعة الاّ اذا تغيرت أسعار الريجي”.