ميديا وفنون

الحرب وصلت إلى السينما: إيقاف عرض فيلم “باتمان” في روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا

قبل ثلاثين عامًا، عندما انهارت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي، كانت الشركات الغربية تتزاحم لتكون أول من يدخل السوق الروسي. حينها دخلت روسيا حقبة جديدة تمثلت بوصول علامات تجارية مثل كوكاكولا وماكدونالدز، تبعها بفترة وجيزة وصول شركات لتجارة التجزئة وشركات تعدين ومحامين ومستشارين.

مع تزامن الاحتدام الروسي للعمليات العسكرية ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، فرضت دول كبرى من بينها الولايات المتحدة الاميركية ودول أوروبية عقوبات اقتصادية على موسكو، مما نتج عن توقف عمل  شركات عالمية عديدة أبرزها أبل ولاند روفر وجاغوار وإتش آند إم وبيربري. ولعل أحدث المنضمين لحملات المقاطعة هم صنّاع الترفيه وكبرى شركات الإنتاج السينمائي في العالم، الذين أعلنوا إيقاف عرض أعمالهم المنتظرة في روسيا.

في حينها، نادت أكاديمية الأفلام الأوكرانية بمقاطعة السينما وصناعة السينما الروسية في أعقاب الغزو، وأنشأت عريضة عبر الإنترنت لدعم دعوتها، وخلال أيام جاءت استجابة العديد من شركات الإنتاج الكبرى والمهرجانات الفنية والفرق الغنائية، إذ أعلنوا دعمهم لأوكرانيا.

 

“ديزني” و”وارنر” و”سوني” توقف طرح أفلامها في دور العرض الروسية

أخذت  شركة ” والت ديزني” ، أكبر شركة ترفيه في العالم، أول قرار بإيقاف عرض أفلامها السينمائية في روسيا مؤقتا، ومن بين هذه الأفلام “الباندا الأحمر الكبير” (Turning Red)، الذي كان من المقرر عرضه في العاشر من مارس/آذار الجاري.

قالت ديزني في بيان لها أنها ستتخذ القرارات المستقبلية بناء على تطور الوضع، وفي غضون ذلك، وبالنظر إلى حجم أزمة اللاجئين الناشئة، فإنها تعمل مع شركائها من المنظمات غير الحكومية لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين.

وحذت شركة الإنتاج السينمائي “وارنر براذرز” (Warner Bros) حذو ديزني، حيث قررت وقف عرض فيلمها “باتمان” (The Batman) في روسيا، أحد أكثر الأفلام المنتظرة لهذا العام. جاء القرار قبل أيام فقط من افتتاحه في دور العرض هناك، على الرغم من بيع تذاكر للفيلم بقيمة 200 ألف دولار بالفعل، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وأصدرت الشركة بيانا قالت فيه “في ضوء الأزمة الإنسانية التي تمر بها أوكرانيا، أوقفت الشركة إصدار فيلمها “باتمان” في روسيا”، وأضاف البيان أن الشركة “ستواصل مراقبة الوضع وتطوراته عن كثب، ونأمل في الوصول إلى حل سريع وسلمي لهذه المأساة”.

وعلى خطى سابقيها، قررت شركة “سوني” (Sony)  توقيف مؤقتا إصداراتها السينمائية في روسيا، بما في ذلك فيلم “موربيوس” (Morbius) المقرر عرضه في أوائل أبريل/ نيسان القادم. وأعربت الشركة في بيان عن أملها في أن يتم حل هذه الأزمة بسرعة.

في السياق نفسه، حظرت شركة “بارامونت بيكتشرز” (Paramount Pictures) إصداراتها القادمة من العرض في روسيا مؤقتا، بما في ذلك فيلم “المدينة المفقودة” (The Lost City)  و(“القنفذ سونيك 2”) Sonic the Hedgehog 2)).

وأخيرا، انضمت أستديوهات “يونيفرسال بيكشرز” (Universal Pictures) إلى حملة المقاطعة، حيث قالت في بيان لها أنها قررت إيقاف عرض أفلامها في السينما الروسية، ومن بينها فيلم “الإسعاف” (Ambulance)  و”الأشرار” (The Bad Guys) المقرر عرضهما في أبريل/نيسان القادم، وذلك “استجابة للأزمة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا”.

 

نتفلكس” ترفض دعم الدعاية الروسية

في دورها أكدت شركة “نتفلكس” أنها ترفض دعم الدعاية الحكومية الروسية، في مواجهة صريحة لقانون روسي دخل حيز التنفيذ في البلاد. فبحسب “الغارديان”، يتطلب القانون الجديد من خدمات البث التي تضم أكثر من 100 ألف مستخدم يوميًا بث 20 قناة تلفزيونية فيدرالية روسية رئيسية على المنصة، حيث يعتقد أن العديد منها تابع لسيطرة الكرملين.

وقال متحدث باسم Netflix لصحيفة “هوليوود ريبورتر”: “نظرًا للوضع الحالي ليس لدينا أي خطط لإضافة هذه القنوات إلى خدمتنا”.

يذكر أنه على الرغم من أنها ليست السوق الأساسي لإصدارات هوليوود، إلا أن روسيا تشكل مصدر واردات مهم لهذه الشركات الأميركية، بحيث وصلت إلى 601 مليون دولار في شباك التذاكر عام 2021، أو حوالي 2.8% من مبيعات التذاكر في جميع أنحاء العالم، والتي بلغ مجموعها 21.4 مليار دولار، وفقًا لشركة Comscore.

وفي السياق، تتعرض روسيا لحملة مقاطعات بالجملة على مختلف الأصعدة نتيجة الحرب على أوكرانيا، أبرزها رياضيًا حيث تم تعليق عضوية المنتخب والأندية الروسية على المستوى الدولي والأوروبي وحرمانها من المشاركات الخارجية.

يحيى الطقش

طالب لبناني يدرس الصحافة في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى