منوعات

دياب يطلب “اللّجوء العائلي” في الولايات المتحدة: عائد أم متوارٍ؟

ما إن أخلى الرئيس حسان دياب مكانه في السرايا بعد تشكيل  الحكومة الجديدة، حتى باغته المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بطبعة جديدة من مذكرة الإحضار الصادرة في حقه، متضمنة هذه المرّة تعديلًا في مكان الاقامة.

لكنّ دياب، وقبيل ساعات من هذا التطور القضائي، كان قد غادر إلى الولايات المتحدة لزيارة ولديه وبالتالي هو لن يكون موجودًا في بيروت مع حلول موعد جلسة استجوابه كمدعى عليه في 20 أيلول الحالي.

ويؤكد القريبون من  دياب أنّه لن يبقى في الخارج إلى ما لا نهاية، وهو ليس فارًا من العدالة، لافتين إلى أنّه  سيعود بعد أسابيع ما لم يستجد أمر يستدعي إطالة مدّة رحلته.

ماذا سيحصل إذا قرّرت القوى الأمنية إحضار دياب مخفورًا عقب عودته؟

لا تملك أوساطه ردًّا حاسمًا ونهائيًا بعد، ولكنّها تلفت إلى أنّ الأمر ليس بهذه السهولة والبساطة وأي إجراء تعسفي ضدّه لن يكون نزهة.

ومن المتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مسرحًا لفصول جديدة من معركة الصلاحيات بين مجلس النواب والقاضي بيطار الذي قرّر المضي في مبارزة  المجلس وتحدّيه عبر تجديد مذكرة الجلب في حق دياب والإصرار عليها.

وتؤكد أوساط دياب استعداده للمثول أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء كما يلحظ الدستور، استنادًا إلى اللّائحة الاتهامية التي وضعها المجلس النيابي، مشدّدة على عدم جواز إخضاعه إلى محاكمتين في الوقت نفسه، واحدة أمام المجلس الاعلى وأخرى أمام القضاء العدلي.

ويبدو واضحًا أنّ  دياب أصبح خط الدفاع الأوّل عن نادي رؤساء الحكومات السابقين المهدّدين بأن تصل إليهم أيضًا ملاحقات القاضي بيطار في أيّ وقت، خصوصًا تمام سلام وسعد الحريري، وهذا ما يفسر احتضان أعضاء النادي له على رغم الخلاف السياسي معه.

وتتوقف أوساط دياب عند الدعم الذي يحظى به في مواجهة البيطار من قبل الطائفة الشيعية بمكونيها الأساسيين، والطائفة السنية بكلّ اتجاهاتها من رؤساء الحكومات السابقين إلى دار الفتوى مرورًا باللّقاء التشاوري، متسائلةً عمّا إذا كان البيطار يستطيع أن يواجه الطائفتين معًا.

وتعتبر الأوساط أنّه إذا واصل البيطار معركته ضد دياب متجاهلًا المواقف الاعتراضية لمجلس النوّاب والطائفتين الشيعية والسنية وجزء من القوى السياسية،  فسيكون ذلك مؤشرًا إلى أنّ هناك أجندة خفيّة أو قوّة ما يرتكز عليها في هذه المغامرة.

في المقابل، يعتبر المؤيدون لإجراءات البيطار أنّه يفعل ما يمليه عليه ضميره وموقعه، مشيرين إلى أنّ لديه الحيثيات الكافية التي تبرّر ملاحقة دياب، وهو وحده يعرف ماذا يوجد في الملف ربطًا بسريّة التحقيق، بينما الآخرون يجهلون الحقائق التي انطلق منها في الادّعاء على دياب وغيره.

وينبّه هؤلاء إلى أنّ الطبقة السياسية التي تجمعها مصالح مشتركة على رغم انقساماتها، تشعر بأنّ البيطار يشكّل تهديدًا لها فتحركت لعرقلته مستخدمة كل وسائل الضغط الممكنة لدفعه إلى التراجع من دون أن تفلح.

 

عماد مرمل

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى