حركات العين السريعة تساعدنا على فهْم وتفسير العالَم
عندما ننظر إلى مشهد معين، تتقافز عيوننا بسرعة من نقطة إلى أخرى، بمعدل تقديري يبلغ ثلاث قفزات في الثانية الواحدة. ورغم أننا لا نشعر بهذه القفزات فائقة السرعة، فإن التجارب تكشف عن أن مِثل هذه الحركات السريعة للعين تُنتِج معلومات بصرية تساعدنا على فهْم وتفسير العالَم المحيط بنا.
لكي تتحقق رؤية دقيقة للأشياء، تتنقَّل عين الإنسان أكثر من مرة للتركيز على الأجسام الواقعة في نطاق رؤيتها المحيطية. وينتُج عن حركات العين فائقة السرعة ما يسمى بـ«خطوط الحركة»، وهي لطخات بصرية تتكون على الجزء الخلفي من العين. ويمتد خط الحركة من وضعية الجسم الأولى على سطح شبكية العين إلى وضعيته بعد تحرُّك العين.
عرض ريتشارد شفايتزر ومارتن رولفس، الباحثان بجامعة هومبولت ببرلين، ستة أجسام مختلفة الأنماط على متطوعين، وطلبا منهم التركيز على جسم واحد فقط. وبينما كانت عيون المشاركين تتحرك صوب ذلك الهدف، تغيَّرت مواضع الأجسام، ثم عمد الباحثون إلى تغطية جميع الأجسام متماثلة النمط، بحيث يتعذر تمييزها.
نجح المشاركون في إيجاد الهدف في أغلب الحالات، لكن احتمالية نجاحهم في هذه المهمة كان أعلى في حال وَلَّدت حركة الهدف خط حركة، ما يدل على أن المعلومات المستمَدة من هذه الخطوط تساعد عيوننا المتقافزة على تعقب مواضع الأشياء.
المصدر: https://advances.sciencemag.org/content/7/30/eabf2218