مجتمع

مدارس لبنان: من دور إقليمي رائد في التعليم إلى مصير مجهول

احتل قطاع التعليم في لبنان، الذي يحظى بتقدير في منطقة الشرق الأوسط، كدور إقليمي رائد، المرتبة العاشرة عالميًا في تقرير المنافسة العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

اليوم، وفي ظلّ الانهيار الحاصل، ليس من الواضح كيف ستُدار المدارس عندما يبدأ العام الدراسي الجديد في أكتوبر، بعد موجة استقالات الأساتذة التي تطال القطاع.

في هذا السياق، قال رينيه كرم، رئيس جمعية مدرسي اللغة الإنجليزية (ATEL) في لبنان، “عندما اندلعت الأزمة في عام 2019، فاجأت القطاع التعليمي”.  وتابع، “في البداية، قامت بعض المدارس الخاصة بتسريح المعلمين ذوي الأجور المرتفعة، ما يبلغ حوالي 30 ٪ من الموظفين، لتوفير المال. ولكن مع مرور الوقت غادر العديد من المعلمين الآخرين من تلقاء أنفسهم”؛ ويتوزّع نصف المعلمين في جمعيته الآن في العراق، دبي وعمان.

تشكّل المدارس الخاصة 70٪ من قطاع التعليم، وتضم أكثر من 1500 مؤسسة؛ أمّا الرواتب التي تبدأ من 1.5 مليون ليرة لبنانية في الشهر، فهي تساوي الآن أقل من 90 دولارًا في بلد كانت تساوي فيه سابقاً ألف دولار.

في هذا السياق، قال رودولف عبود، رئيس نقابة معلمي المدارس الخاصة، إن كل مدرسة فقدت ما بين 10 إلى 40 مدرسًا حتى الآن. وتابع، “نحن في مرحلة البقاء على قيد الحياة فقط. ولا توجد مدرسة واحدة الآن لا تعلن عن وظائف.”

وقد تم بالفعل تجميع الأطفال من عدة صفوف لبعض المواد الدراسية، كما أن انقطاع التيار الكهربائي اليومي ونقص المواد الأساسية يجعلان من الصعب على المدارس العمل.

وقالت هيلدا خوري، مديرة وزارة التربية والتعليم إنّ “غالبية المعلمين انسحبوا تدريجياً من الإشراف على الامتحانات الرسمية، وهذا ما جعل من المستحيل إجراء امتحانات المرحلة المتوسطة”.

وقال الأب بطرس عازار، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الآباء في العديد من مدارسها البالغ عددها 321 مدرسة في لبنان يكافحون لدفع رسوم سنوية تتراوح بين 3 ملايين و 8 ملايين جنيه إسترليني.لكنه لفت إلى “أننا اتخذنا قراراً بالاستمرار والقيام بكل ما يلزم لإبقاء المدارس مفتوحة”.

بالمقابل، قالت موظفة حكومية إنّها لم تستطع تسديد رسوم العام المقبل حتى الآن في مدرسة ولديها البالغين من العمر 10 و 7 سنوات؛ إذ طالبت المدرسة بمبلغ 600 دولار لكل طفل بالدولار، بالإضافة إلى 12 مليون ليرة لبنانية.

وقالت الموظفة التي رفضت نشر اسمها بسبب حساسية وظيفتها، “من أين يحصل أي شخص على دولارات جديدة لدفعها هذه الأيام؟ نتقاضى جميعًا رواتبنا بالعملة المحلية، فكيف من المفترض أن نحصل على هذا المبلغ؟”

هذا، وألغت وزارة التربية والتعليم هذا الأسبوع امتحانات المرحلة المتوسطة النهائية استجابة لضغوط الآباء والموظفين الذين جادلوا بأن الظروف الاقتصادية تجعلها مستحيلة.

أحوال

ترجمة عن وكالة رويترز

 

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى