الراعي: اليقظة الوطنية في الانتخابات هي الثورة الحقيقية
رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ المسؤولين يتصرفون في شأن تشكيل الحكومة كأنّهم في حفل تسليم البلاد إلى الفوضى، والدولة إلى اللادولة، والسلطة إلى اللاسلطة، قائلًا “نحن لا نشكو من قلة الصلاحيات، بل من قلة المسؤولية”.
دعا الراعي خلال عظة الأحد شعبَ لبنان إلى اليقظة الوطنية لجعل الاستحقاقات الانتخابية في أيار 2022 مناسبة فريدة ليقدموا لبلادنا نخبًا حاكمة جديدة، معتبرًا أنّ هذه اليقظة هي “الثورة الحقيقية التي ندعمها ونعمل على توحيد رؤيتها، وتوجيه جهودها، ونرى فيها المستقبل المرجو للبنان”.
وأضاف: “مما يزيدنا عزما على دعم القوى اللبنانية الحية الواعدة هو رؤية الجماعة السياسية عندنا تعطي أبشع صورة عن لبنان، بل أسطع دليل على إفلاسها وعدم أهليتها لحكم الشعب والبلاد. كان الشعب ينتظر ولادة حكومة فإذا به يشهد مسرحية تقاذف إعلامي تكشف البعد الشاسع بين الجماعة السياسية والمواطنين. الشعب يبحث عن مصيره والجماعة السياسية تبحث عن مصالحها.
الشعب يطالبها بالخبز والدواء وهي تختلق بدعة الصلاحيات. الشباب يبحثون عن مستقبلهم في لبنان وطنهم، والجماعة السياسية تبحث عن مستقبل مغانمها وبقائها في السلطة.
وتابع: “إذ نتطلع إلى مؤتمر دعم الجيش الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي أخيرا بعين الامتنان والشكر، نطالب، أكثر من أي وقت، كل الحريصين على المؤسسة العسكرية الضامنة للوحدة الوطنية والسلم الأهلي من مقيمين ومغتربين إلى حشد كل طاقاتهم دعما لهذه المؤسسة حتى تستمر في القيام بمهامها وسط التحديات غير المسبوقة التي تواجه جنودنا الأبطال المدافعين عن سيادة لبنان وكرامته.
وقال الراعي إنّ “جيشنا الذي يحظى بتأييد الشعب ومساندة المجتمع الدولي، حاضر في كل لحظة للتصدي بشجاعة وحزم لأي إخلال بالأمن. وعليه حان الوقت لأن تحسم الدولة موقفها وتحصر اعترافها به دون سواه مسؤولا شرعيا وحيدا عن سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه. وما نقوله عن الجيش اللبناني، نقوله أيضا عن سائر المؤسسات الأمنية في الدولة التي تستحق كذلك الدعم والتأييد. إن المؤسسة العسكرية القوية التي تفرض سيادة الدولة في الداخل وتحميها من الخارج هي عنصر أساس في حياد لبنان الإيجابي الناشط”.