MTV تقسّم لبنان طائفياً… والمواطنون منقسمون حول الطرح وتوقيته المريب
مرّة جديدة فعلتها MTV، صبّت النار على فتيل الفتنة، لإزكائها أكثر في توقيت مثير للريبة، وفي يوم أُعلن فيه عن رفع الدّعم عن حليب الأطفال، وعن أزمة طحين، وقامت مستشفيات بتحصين أبوابها خوفاً من غضب مرضى لا يجدون سريراً، ويوم تحوّل لبنان إلى باركينغ كبير، انتهى بمشهد سيّارة لمواطن تقطر سيّارة دفاع مدني نفذ خزّانها من الوقود.
في وسط هذه الأزمة، قام مارسيل غانم، الإعلامي الذي حمل وشقيقه جورج لواء الدّفاع عن منظومة المصارف ورأسها رياض سلامة، بتقديم حلقة أُعدّت لتقسيم لبنان المنهار كانتونات طائفيّة، تحت ستار الفيدراليّة.
وانسحب جو الستوديو المقسوم حول الطّرح المثير لأكثر من علامات استفهام في هذا التوقيت بالذات، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من هلّل للطرح بصفته خلاصاً لوطنٍ لم ينجح أبناؤه يوماً في العيش بسلام، وبين من رفض الطّرح معتبراً أنّ مشكلتنا ليست في العيش المشترك، بل في انعدام دولة القانون والمؤسسات، واستغلال النافذين للتعدّد الطّائفي لخلق شرخٍ بين المواطنين.
واللافت أنّ هاشتاغ #صار_وقت_الفيدرالية لا يزال تراند في لبنان منذ مساء أمس الخميس، رغم كل المصائب التي لم تعد تهبط على رؤوس اللبنانيين فرادى.
فكيف كان جوّ اللبنانيين على الهاشتاغ؟ ومن مع تقسيم البلد؟ ومن ضد التقسيم؟ ومن يبرّر لطرح هذا النظام بصفته خلاصاً وليس تقسيماً؟
قسموا لنرتاح
عادت النبرة التقسيميّة لتصدح من جديد، وجدت في برنامج غانم مساحة لطرح أفكارها، في استعادة لجو منتصف السبعينيات، الذي أدّى إلى حرب أهليّة دامية.
فقد طالب البعض بالتقسيم كمقدّمة للخلاص.
#صار_وقت_الفدراليه وإذا تقسيم بكون أحسن بكتير
— Chadychoucair (@chadychoucair) June 11, 2021
فدرالية، تقسيم ..سموه اللي بدكن ياه! بس ما فينا نعيش بقى بهيك مزرعة!
اللي بدو يعيش و ينبسط أهلًا و سهلًا.. و اللي بدو حروب و دمار و ارتهان لإيران يعيش لحاله!#صار_وقت_الفدرالية— Toni Mouawad (@tonimouawad) June 11, 2021
مش بس فدراليه، تقسيم لبلدين
حكومتين، رئيسين، مجلسين
او يصطفلوا انشالله بيحكمو متل القبايل، بس صار لازم ننقسم بلدين
لما تكون مُحتلّ، واجب تحرر بلدك#صار_وقت_الفدراليه— RamyLKhoury (@ramyKH636) June 11, 2021
الفيدراليّة ليست تقسيماً
حاول بعض المواطنين الدّفاع عن الفيدراليّة بصفتها طرحاً يؤخذ به لخلاص لبنان، مؤكّدين أنّها ليست تقسيماً للبلد، مستشهدين ببلاد يحكمها نظام فيدرالي ناجح، يؤمّن حقوقاً لمواطنيه، ويمنح للجماعات تمايزاً ضمن إطار دستوري جامع.
البعض يرضى ان يعيش في بلاد نظامها فدرالي مثل المانيا سويسرا برازيل روسيا امارات امريكا اسبانيا و لا يرضى ان يعيش بنظام فدرالي في لبنان.
الفيدرالية مش تقسيم.
— Franc GoodMan. Relaxing Videos (@FrancGoodman) June 10, 2021
لازم يتفسر للناس انو الفدرالية مش تقسيم #صار_وقت_الفدرالية
— Tony El Khoury (@tony46762038) June 10, 2021
الإمارات نظام فدرالي من أفضل البلدان العربية ،امريكا نظام فدرالي من أفضل بلدان العالم ،هيك هيك نظامنا الحالي مش ماشي ليش ما منعتمد الفدرالية ،بيعتقد هيك نظام كتير مناسب للبنان المستقبل و اهم شي ينعرف ان الفدرالية مش تقسيم . #صار_وقت_الفدراليه #صار_الوقت
— Maroun rahme (@Marounrahme22) June 10, 2021
الفيدراليّة تقسيم ونص…
لم تقنع طروحات ضيوف مارسيل غانم التي حاولت تقديم شرحٍ للفيدراليّة على أنّها ليست تقسيماً قسماً كبيراً من اللبنانيين، إذ أكّد البعض أنّ هذا الطرح إنّ لم يكن تقسيماً للبنان، فهو بداية لتقسيمه وتفتيته والقضاء عليه.
النائب هادي أبو الحسن رفع الصوت عالياً، رافضاً طروحات الحلقة التقسيميّة
انها لخطيئة كبرى طرح فكرة الفيدرالية التي هي فكرة تقسيمية مدمرة ستدخلنا مجدداً في صراعات لا تنتهي ضمن البيئة الواحدة وبين مكونات الوطن، تذكروا النتائج الكارثية لتلك الرهانات وكم من أرواح زهقت تحت هذا العنوان وتذكروا ان التكافؤ شرط اساسي لتطوير النظام وفي الوقت المناسب.#صار_الوقت
— Hadi Aboul Hosn (@HadiAboulHosn) June 10, 2021
وشاركه مواطنون هاجسهم من هذا الطرح بصفته تقسيمياً.
الفيدرالية إسم فضفاض للتقسيم وتكريس الكنتونات الطائفية على حساب وحدة الشعب ومصلحة المجتمع.
من يريد حلا لمشاكل هذا البلد يبحث عنه في قانون عصري للإنتخاب على أساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي ومعايير حديثة للتعيين والتوظيف على اساس الكفاءة وليس المحاصصة الطائفية#صار_الوقت— الزيدان (@zeidan_f) June 10, 2021
بال٧٥ قسموها شرقية و غربية شو استفدنا؟؟ غير تقسيم و تهجير و اغتراب و حروب و دمار.. بالثمانينات نفس الشي.. شبعنا شعارات تقسيم و لا ما #صار_وقت_الفدرالية #صار_الوقت
— George Mouawad (@Gerge61) June 10, 2021
وربط مواطنون خيار الفيدراليّة بطروحات الاحتلال الاسرائيلي الهادف إلى شرذمة لبنان. فكتب الزميل فراس الشوفي.
إن هذا اللبنان المنقسم المفكَك الذي يتخيَّله أبناء الهويَات الضيقة، مستغلّين التآمر المحلي والدولي على إسقاط ما تبقى من الدولة اللبنانية، لن يكون إلّا في خيالهم العفن. إن معركة بناء الدولة الوطنية للمجتمع الموحّد هي معركة وجود وشرط من شروط الانتصار على مشروع “إسرائيل الكبرى”. pic.twitter.com/QskEOBsf7r
— فراس الشوفي Firas Al Shoufi (@firasshoufi) June 11, 2021
وكتبت الزميلة فتون رعد
يقول بن غوريون إن استمرارية “إسرائيل” تستلزم إحاطتها بدول فيدرالية. في #صار_الوقت ترويج خطير للفيدرالية، حيث قال الرئيس السابق للقوات إنها بدأت ك”وطن قومي للمسيحيين”. مصطلح توأم لوعد بلفور. مشروعان نحاربهما كما حارب يسوع، الشهيد الأول في #فلسطين، أبناء الأفاعي وطردهم من الهيكل.
— Foutoun Raad فتون رعد (@FoutounRaad) June 10, 2021
كما حذّر مواطنون من مغبة هذا الطرح الذي يسعى إليه العدو الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان المحتل.
نقاشات لا تزال تدور على “تويتر”، توضح حجم التباين في فهم فكرة الدولة، والنظام الذي يريد اللبنانيون العيش تحت إطاره، في بلد تهاوى وتصدّع وبات يحتاج إلى حلول جذريّة.