منوعات

تقارير تكشف تصاعد الاعتداءات الجنسية بين صفوف الجيش الأميركي

كشفت تقارير لمسؤولين أميركيين كبار رفضوا الكشف عن اسمهم، أنّه رغم انتشار جائحة كورونا عام 2020، ارتفعت الاعتداءات الجنسية بين أنحاء الجيش الأميركي ولو بمقدار ضئيل ذلك العام.

وقال مسؤولون مطّلعون على البيانات إنّ تقارير الاعتداء الجنسي ارتفعت بنحو 1٪ مقارنة بإجماليات 2019. ولفتوا إلى أنّ الجيش وسلاح مشاة البحرية شهدوا زيادات طفيفة في عدد التقارير، بينما شهدت القوات البحرية والجوية انخفاضًا طفيفًا. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة البيانات التي لم يتم الإعلان عنها بعد.

في عام 2019، تم الإبلاغ عن أكثر من 7800 اعتداء جنسي، حيث ارتفعت عن العام الذي سبقه والذي سجّل أكثر من 6000 حالة؛ فيما ليس من الواضح حجم الدور الذي لعبه الوباء في الزيادة الطفيفة في الاعتداءات العام الماضي.

على الرغم من ضآلة هذه الزيادة، إلا أنّه من المرجح أن تغذي الجدل المتصاعد حول فشل وزارة الدفاع الأميركية في تقليل عدد الاعتداءات والمضايقات الجنسية على مدى العقد الماضي أو أكثر. وذكر مسؤولون أميركيون أنّ الوزارة لن تفعل شيئًا يُذكر للقضاء على الحج المتزايدة بأن المحاكمات العسكرية للجرائم يجب أن تُسحب من القادة وتحال إلى المدنيين.

وقد أمر وزير الدفاع لويد أوستن بعد توليه منصبه في كانون الثاني /يناير كبار القادة بالنظر في برامج الوقاية من الاعتداء الجنسي، وأنشأ لاحقًا لجنة مستقلة لدراسة الأمر. وقد أوصت تلك اللجنة بالفعل بأنّ قرارات مقاضاة أفراد الخدمة على الاعتداء الجنسي تتخذها سلطات مستقلة، وليس قادة.

مثل هذا التغيير سيكون بمثابة انعكاس كبير للممارسة العسكرية، وتحوّل طالما سعى المشرّعون في الكونغرس إليه، بحسب أوستن الذي أمهل قادة الخدمة 30 يومًا لمراجعة التوصية والعودة إليه مع مدخلاتهم.

هذا، وخضع  الجيش الأميركي بسبب ما يرتكبه عناصره من اعتداءات جنسية وأعمال عنف أخرى إلى تدقيق كبير في أعقاب سلسلة من الجرائم العنيفة، بما في ذلك جرائم القتل والانتحار العام الماضي في فورت هود، تكساس. حيث توفي أكثر من عشرين جنديًا من فورت هود في عام 2020، بما في ذلك فانيسا جيلين، التي قتلها جندي زميل.

ودفعت وفاة الجندية المعنيين إلى مراجعة مستقلة، لكن التقارير كشفت أنّ القادة العسكريين لم يتعاملوا بشكل كاف مع المعدلات العالية في ما يتعلّق بالاعتداء والتحرش الجنسي.

في هذا السياق، قال رئيس لجنة المراجعة المستقلة لأعضاء الكونغرس في جلسة استماع في وقت سابق من هذا العام، إنّ قيادة القاعدة ركزت على الاستعداد العسكري؛ و “أهملت تمامًا وبشكل كامل” برنامج منع الاعتداء الجنسي. ونتيجة لذلك لم يشجع قادة الوحدات من المستوى الأدنى أفراد الخدمة على الإبلاغ عن الاعتداءات، وفي كثير من الحالات كانوا يفضحون الضحايا أو كانوا في الواقع الجناة أنفسهم.

وقد دفعت هذه الاستنتاجات قادة الجيش والدفاع إلى السعي وراء حلول جديدة للمشكلة، التي أحبطت مسؤولي البنتاغون لسنوات.

ارتفعت التقارير الرسمية عن الاعتداءات الجنسية بشكل مطرد منذ عام 2006، بما في ذلك زيادة بنسبة 13٪ في عام 2018 وزيادة بنسبة 3٪ في عام 2019 تضمنت زيادة أكبر بنسبة 9٪ للقوات الجوية، وفقًا لبيانات البنتاغون.

تجدر الإشارة إلى أنّ البنتاغون يصدر تقريراً كل عام عن عدد الاعتداءات الجنسية في الجيش. ونظرًا لأن الاعتداء الجنسي جريمة لا يتم الإبلاغ عنها إلى حد كبير، فإنّ القسم يرسل أيضًا مسحًا مجهول الهوية كل عامين للحصول على صورة أوضح للمشكلة. وقد تم إجراء هذا الاستطلاع آخر مرة في عام 2018، وكان من المقرّر إجراؤه العام الماضي، لكن تلك الخطط ألغيت بسبب الوباء.

يقرّ مسؤولو الدفاع بأنّ تقارير الاعتداء الجنسي قد ازدادت بشكل مطرد على مدى السنوات الـ 15 الماضية، حيث عملت الوزارة على تشجيع الضحايا على التقدم. ونفذ قادة الإدارات والخدمة العسكرية مجموعة واسعة من البرامج لردع الاعتداءات وحماية الضحايا ومعالجتهم، وركزوا المزيد من الوقت على قادة وحدات التدريب على كيفية الوصول بشكل أفضل إلى أفراد الخدمة الشباب.

ووجد تقرير 2019 أن القادة اتخذوا نوعًا من الإجراءات بشأن ما يقرب من ثلثي الحالات.

المصدر: ترجمة عن وكالة AP

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى