مجتمع

شباب لبنان.. الأمل الباقي

في دولة فشلت في تقديم أبسط الحقوق لشبابها، أظهر هؤلاء ولاءهم لوطنهم، عبر تقديم المساعدات والتّطوّع في الجمعيات؛ فالعمل التطوعي يُعتبر من أسمى الأعمال التي قد يقوم بها الإنسان، كون الأخير يخصّص وقته لمساعدة غيره دون مقابل.

وعادةً ما تتضمّن أعمال المتطوّع تنظيم نشاطات للأطفال، تقديم المساعدات والطعام، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل، كما تنظم بعض الجمعيّات اليوم حملات توعيّة حول فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه والتقيّد بالإرشادات اللازمة لمنع انتقال العدوى.

“فاطمة غمراوي”، شابة لبنانيّة جامعيّة ومتطوّعة في جمعيّة “Utopia For Social Justice “؛ هي كغيّرها من الشّباب الذين تطوّعوا في الجمعيّات لتقديم المساعدات خلال الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان حالياً.

وفي حديث لـ”أحوال”، أكدت غمراوي أن الظروف الراهنة حفّزتها للتطوّع، لأنّ المجتمع اللّبنانيّ اليوم بحاجة لدعم شبابه، مشيرة إلى أن العمل التطوّعي أضاف قيمة جميلة على حياتها وجعلها أكثر تفاؤلًا رغم كل الظروف الصعبة، كما زاد من ثقتها بنفسها كونها تركت بصمتها الخاصة في المجتمع.

من جهة أخرى، وحول تأثير العمل التطوّعي على الصّعيد المهني، أشارت مسؤولة شؤون الموارد البشريّة في جمعيّة “Live Love Lebanon”، ماغالي كويس، إلى أنّ التّطوّع يساعد شباب لبنان لاكتساب مهارات جديدة، أبرزها العمل ضمن فريق، وكذلك تنظيم الوقت والإنخراط في المجتمع وميدان العمل، ما يضيف ميزة على السّيرة الذاتيّة للشخص، خصوصًا إذا كانت فترة التّطوّع طويلة، مشدّدة في حديثها لموقعنا على أنّ وجود الشّباب في الجمعيّات أمر أساسي للطرفين، إذ يتميّزون بنظرتهم الخاصة والجديدة للأمور، كما أن الإستماع إلى آرائهم يطوّر العمل وتحديدًا في ما يتعلّق بمواقع التّواصل الإجتماعي.

الجدير ذكره أنّ العمل التطوّعي لم يقتصر فقط على الجمعيّات، بل هناك شباب أخذوا على عاتقهم مسؤولية مساعدة غيرهم، كمبادرة فردية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أطلقت الشّابة “سوسن الجمل” وبالتّعاون مع عشرين شاباً من أصدقائها، حملة “شويّة أمل” مهمتها تقديم المساعدات في شهر رمضان المقبل للمحتاجين وكبار السّن، وحمايتهم من فيروس كورونا وتأمين احتياجاتهم.

وفي السياق، لفتت “الجمل” في حديث لـ”أحوال” إلى أن ما شجّعها لإطلاق هذه المبادرة هو ثقتها بالشّباب اللبناني وإندفاعه للمساعدة، في ظل الأزمة الإقتصاديّة الحاليّة التي تعصف بلبنان والتي عزّزت شعورهم بالمسؤوليّة تجاه وطنهم وشعبهم، الأمر الذي كان جليًا عقب انفجار الرابع من آب، حيث زاد عدد الطلبات للتطوّع في “Live Love Lebanon” بهدف المساعدة في إعادة إعمار بيروت.

لقد أثبت شباب لبنان قدراتهم العاليّة ومسؤوليّتهم تجاه وطنهم، في وقت غابت هذه المسؤوليّة عن حكام البلد، وعلى الرّغم من قلّة فرص العمل وضعف التّقديمات الإجتماعيّة، قدّم هؤلاء الشّباب كل ما لديّهم لوطنهم.

ريما وهب

ريما وهب

صحافية تحمل شهادة الإجازة في الصحافة وعلوم الإعلام من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى