انتخابات

معركة مسار ومصير في كسروان تنعكس كثافة في الاقتراع

حمى الانتخابات تكاد تكون أشد فتكّا في قضاء كسروان، التنافس الحاد في عاصمة الموارنة بين الزعامات الملوّنة والمختلفة، انعكس إقبالًا كثيفًا في معظم بلدات القضاء. وشهدت مراكز الاقتراع زحمة كبيرة
ووجود حزبي لمختلف الماكينات، وسط خيم متواجدة قرب بعضها البعض.
التنافس الحاد في معركة تحصيل الحواصل الأعلى في هذه الدائرة، انعكس على الحركة المنقطعة النظير في اليوم الانتخابي الطويل. إنها معركة مسار ومصير بالنسبة لكل القيادات والوجوه الكسروانية الطامحة إلأى زعامة الموارنة.

حتى ساعات متأخرة من اليوم الانتخابي سجّلت كسروان أعلى نسبة بين سائر المناطق من حيث نسبة الاقتراع التي بلغت 62,2 في المئة. وشهدت معظم البلدات الرئيسية في القضاء زحمة خانقة على مداخلها وطوابير من الناخبين أمام أقلام الاقتراع، لا سيما في جونية وغزير وحراجل وعجلتون وكفرذبيان وميروبا.

لكن رغم التأفف من الانتظارات الطويلة، صبر الكسروانيون على حرارة أشعة الشمس واقترعوا بحماسة لإيصال ممثليهم إلى مجلس النواب في الدائرة التي شهدت كل أصناف الحملات والشائعات والرشى والأموال الانتخابية.

وتشتدّ المنافسة بين أحزاب السلطة والمعارضة في هذه الدائرة ما يجعلها إحدى أبرز الدوائر الشاهدة على حمم تنافسية بين اللوائح الأساسية. وتدور طبيعة المنازلة حول مسارين اثنين: يتمثل المسار الأوّل بعمل عدد من اللوائح على تدعيم قدراتها الشعبيّة واستقطاب أصوات للفوز بمقاعد إضافية.

في كسروان،يخوض التيار الوطني الحر معركة حامية الوطيس في قضاء يُعرف بأنه مركز زعماء الموارنة. الحرب الذي تشنّه زعامات المنطقة على النيّار البرتقالي حوّلت التنافس النتخابي إلى معركة حامية الوطيس.
ومركز الحملة المضادة هي المرشحة الرئيسية ندى البستاني التي عملت على رفع بعض “الغبن” عن كاهل التيار بعد جهود مكثفة بين الكسروانيين. بستاني أدلت بصوتها في زوق مصبح وجالت طيلة النهار على أقلام الاقتراع.


إشكالات عدة شهدتها منطقة كسروان خلال عملية الاقتراع: فقد توقف عملية الاقتراع في جورة بدران في كسروان بسبب تواجد بعض اللوائح لمنطقة جبيل

وتوقفت العملية الانتخابية في أحد اقلام الاقتراع في حراجل٬ بطحا٬ الحصين وسهيلة بعد وصول أوراق الاقتراع الخاصة بجبيل بدل أن تكون تلك الخاصة بكسروان.

من أكثر البلدات التي تشهد إقبالاً كفردبيان في اعالي كسروان. وتشير أقام بعض الماكينات وصول النسبة الى 70%. واثر كثافة الاقتراع في بلدة كفردبيان في كسروان، أرسلت القائمقامية صندوقاً جديداً إلى مركز الاقتراع.

إبن كسروان الوزير السابق زياد بارود توقّع أن تكون نسبة لمشاركة في الانتخابات النيابية اليوم مرتفعة إذا قارناها مع دورة 2018، معتبراً أنّ “أبرز شوائب القانون الانتخابي الحالى تتمثّل بغياب أيّ ضمانة لهيئة مستقلة للانتخاب وغياب أيّ سقف لإنفاق انتخابي.

النائب فريد هيكل الخازن الذي أدلى بصوته في ثانوية جورج افرام الرسمية في غادير، اعتبر أن الصناديق ستفرز من يريده الناس لإخراجه من جهنم. وعوّل على حكمة الناخب الكسرواني في إيصال من يمتله من أجل إنجاح حلول الأزمة التي يعيشها الناس.

فيما أدلى النائب شوقي الدكاش على لا ئحة “نحنا بدنا وفينا” لحزب القوات اللبنانية بصوته يرافقه والده في مدرسة مار يوحنا العقيبة. والتزم الدكاش الذي يسعى إلى الفوز بمقعده من جديد الصمت الانتخابي.

7 لوائح انتخابية تخوض النزال على ثمانية مقاعد نيابية في دائرة كسروان جبيل. وتبني بعض اللوائح السبل التي يراد منها النجاح في الامتحان من خلال الوصول إلى خرق انتخابيّ ونيل مقعد واحد.

7 لوائح انتخابية انقسمت على الشكل الآتي:

لائحة “الحرية قرار” ( لائحة فارس سعيد ومنصور البون) وتضمّ: مشهور أحمد عن المقعد الشيعي، فارس سعيد، أسعد رشدان، بهجت سلامة، منصور البون وموسى زغيب عن المقعد الماروني.

لائحة “صرخة وطن” (لائحة المجتمع المدني والنائب نعمة افرام وحزب الكتائب) وتضم: أمير عبد الكريم مقداد عن المقعد الشيعي ونجوى باسي، نوفل نوفل، نعمة افرام، سليم الصايغ، جوزفين زغيب وجولي الدكاش عن المقعد الماروني.

لائحة “قادرين” (تجمّع مواطنون ومواطنات في دولة – شربل نحّاس) وتضمّ: فرح ناصر عن المقعد الشيعي ودومينيك طربيه، بطرس خليل وشربل فريحه عن المقعد الماروني.

لائحة “قلب لبنان” المستقل (لائحة فريد الخازن) تضمّ: احمد المقداد عن المقعد الشيعي وإميل نوفل، طوني يوسف خيرلله، فريد الخازن، توفيق سلوم، شامل روكز، شاكر سلامة وسليم هاني عن المقعد الماروني.

لائحة “كنّا ورح نبقى” (لائحة التيار الوطني الحر وحزب الله) تضمّ: رائد برو عن المقعد الشيعي، وليد الخوري، سيمون أبي رميا، وسيم سلامه، ربيع زغيب، طوني الكريدي، عماد عازار وندى البستاني عن المقعد الماروني.

لائحة “معكم فينا للآخر” (لائحة القوات اللبنانية) تضمّ: محمود عوّاد عن المقعد الشيعي، وزياد حوّاط، حبيب بركات، كارن البستاني، شوقي الدكاش، جو رعيدي، شادي فياض وأنطوان صفير عن المقعد الماروني.

لائحة “نحنا التغيير” (مجتمع مدني) وتضمّ: طلال مقداد عن المقعد الشيعي، رانيا باسيل، غسان جرمانوس، زينه الكلاب وسيمون صفير عن المقعد الماروني.

بالنسبة للقوات التي تقوم بالحشد الأكبر في الدائرة فهي تتوقع أن يقلب الكسروانيون المعادلة في المنطقة، لكن خصومها يعاكسون توقعاتها ويُصر المراقبون على أن “عاصمة الموارنة” ستبقي على زعمائها وخريطة أحزابها المتنوعة، فهل يكون المشهد عاديًا أم أن الصندوقة ستحمل مفاجآت؟

رانيا برو

صحافية وكاتبة لبنانية. عملت في مؤسسات اعلامية لبنانية وعربية مكتوبة ومرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى