صحة

 كل التفاصيل عن فقدان حاسة الشم بعد الشفاء من كوفيد_19

هل مرّت مدّة طويلة نسبيًا على شفائك من فيروس كورونا، ولا تزال حاسّة الشمّ غائبة لديك؟ لا تقلق كثيراً، فأنت لستَ وحدك من يعاني من هذه المشكلة! خلال دراسة نُشرت على موقع Nature الأميركي، تمّ جمع بيانات لأكثر من 8400 مصاب بكورونا، وتبيّن أن 41 بالمئة منهم أُصيبوا بفقدان حاسة الشم، و 18 بالمئة منهم لم يستعيدوا حاسّة الشمّ بشكل كامل حتّى بعد مرور أشهر على شفائهم.

أسباب فقدان حاسة الشمّ عند الاصابة بكورونا

تبدأ حاسّة الشّمّ بالزوال في أغلب الأحيان عند مصابي كورونا، بين اليوم الثاني والثالث من الإصابة، بحسب دراسة نشرت في مجلّةOtolaryngology-Head and Neck Surgery العلميّة. فما علاقة كورونا بفقدان هذه الحاسّة؟

“يُعتبر فقدان حاسّة الشّمّ لدى المصابين بفيروس كورونا أمرًا شائعًا، إذ يُصاب به 80% من الأشخاص”. هكذا يكشف طبيب الأنف والأذن والحنجرة الدكتور فؤاد فتى لـ”أحوال”، ويشير إلى أنّ “في جسم الإنسان توجد خلايا خاصّة لحاسّة الشّمّ، وعند الإصابة بكورونا تتأثّر هذه الخلايا وتتورّم؛ بالتالي تتوقّف عن العمل، ويفقد المصاب حاسّة الشّمّ”.

مدّة فقدان حاسّة الشّمّ

لا مدّة محدّدة لكي تعود حاسّة الشّمّ خلال أو بعد الإصابة بفيروس كورونا. فهناك أشخاص يستعيدون هذه الحاسّة بعد أيام قليلة من الإصابة، ومنهم بعد 3 أسابيع، وهذه الأكثر شيوعاً. في حين تطول هذه المدة إلى أكثر من شهر، وصولاً إلى شهرين عند بعض المرضى.

وحول سؤال هل ممكن أن يفقد الشخص حاسّة الشّمّ بشكل كلّي بعد إصابته بفيروس كورونا، يجيب فتى بأنّه حتى الآن، هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين فقدوا الحاسّة بشكل كامل، مؤكّداً أنه “ممكن أن يتعافى الشّخص من فقدان حاسّة الشمّ بالإجمال خلال فترة قد تصل إلى سنتين، إلاّ أن كوفيد-19 لا يزال في سنته الأولى، فلا يمكن حسم هذا الموضوع، ولا إعطاء أرقام أو نسب”.

شمّ روائح كريهة

“لقد شُفيت من فيروس كورونا في 14 كانون الثاني الماضي، وحتى اليوم لا أستطيع أن أميّز كلّ الروائح بشكل سهل”، تروي ترايسي لموقع “أحوال” تجربتها مع فقدان حاسّة الشّمّ. وتشير إلى “أنني أشّم رائحة الشامبو وشتلة الحبق كرائحة واحدة تشبه رائحة مواد التنظيف”.

كما تخبر ترايسي عن أكثر المعاناة التي تواجهها، وهي مع رائحة دخان السّجائر، وتقول: “عندما أتواجد مع مدخّنين لا أستطيع أن أشم الدّخان برائحته الطبيعية، إنما أشمّ رائحة قريبة من رائحة الحلوى والحريق، ما يشكّل لي إنزعاجًا كبيرًا”.

حالة ترايسي تسمّى “خطل الشم” أو “باروسميا”، وهي حالة يحدث فيها تشوّه في حاسّة الشّمّ، أي أنّ الشخص يشمّ رائحة معروفة لديه، ولكن بشكل آخر.

ويروي فتى عن هذه الحالة، ويقول إنّ “خلايا الشّمّ مقسّمة داخل جسمنا، وكلّ خليّة مختصّة بنوع معيّن من الروائح. وبعد مهاجمة فيروس كورونا هذه الخلايا، منها ما يشفى بشكل تامّ ومنها لا يشفى، أي أن الخلايا لا تعمل بشكل طبيعي لمدّة معيّنة، فيشمّ الشخص الروائح التي إعتاد عليها بشكل كريه أو مختلف. وعن مدّة الشفاء من هذه الحالة، يؤكّد فتى أنها تختلف بين شخص وآخر، ولا مدة محددة للشفاء منها.

توهّم الروائح

“شممتُ رائحة دخان كثيف ورماد وأصبتُ بضيق تنفّس، على الرغم من أنه لا توجد أي رائحة بالفعل”، يخبر داني موقع “أحول” عن توهّمه الروائح خلال إصابته بفيروس كورونا. ويلفت الى أنّه “كان محجوراً في غرفته، وبدأ بشمّ رائحة الحريق، فتخيّل له أن هناك حريقاً ما في المنزل أو خارجه، الا أنّ أهله أكدوا له أن لا رائحة ولا حريق”.

لكن بعدما تصفّح داني الانترنت، اكتشف أن هذا الأمر ممكن أن يحصل للمصابين بفيروس كورونا ويحمل اسم الهلوسة الشمّية” أو “فانتوسميا”، ويشمّ خلالها الشّخص رائحة غير موجودة أصلاً، لافتاً إلى أن أكثر الروائح التي شمّها وتبيّن أنها وهم، هي رائحة القمامة، الدخان، أو شيء فاسد.

وهنا يؤكّد الطبيب فتى أن هذه الحالة كالباروسميا متعلقة بالجهاز العصبي المسؤول عن حاسّة الشّمّ.

أفضل علاج لإستعادة حاسّة الشّمّ

لا شكّ أن فقدان أي حاسّة من الحواس الخمس هو أمر مزعج جدًّا، وحتى أن فقدان بعضها يشكّل خطرًا. هذا ما حصل مع ابتسام التي عادت إلى عملها بعد شفائها من فيروس كورونا، على الرغم من استمرار فقدانها حاسّة الشّمّ.

وتشير في حديثها لموقع “أحوال”، الى أنّها نجت من احتراق غرفة مكتبها بعد سيلان الشريط الكهربائي للمدفأة، من دون أن تتمكّن من شمّ رائحة الحريق. وتكمل: “بالصدفة دخل أحد الزملاء وشمّ الرائحة القوية، لنكنشف أن شريط المدفأة قد سال بشكل تام”. وهنا أدركتُ أهمية هذه الحاسّة.

فما هي أفضل طرق استعادة حاسة الشم؟

في هذا الإطار، يؤكّد فتى أنّه بعد فقدان حاسة الشم لأكثر من أسبوعين، يصبح من الضروري التوجه نحو التدريب، وذلك عبر استنشاق الشّخص المصاب بفيروس كورونا روائح مألوفة، يعرفها جيّداً وغير صعبة، وذلك لمرّتين في اليوم، مرّة عند الصّباح ومرّة عند المساء. ويعدد فتى بعضاً من هذه الرّوائح، وهي القهوة، الليمون أو الحامض والنعنع.

ويلفت إلى أنّ هذه الطّريقة تجبر الجهاز العصبي المسؤول عن الشّمّ على إستعادة الروائح. ويؤكّد أن هذا التدريب هو العلاج الوحيد الذي برهَن أن له معنى، وإعتبر فتى أن الفيتامينات والزنك لا علاقة لها بهذا الموضوع.

عوارض غريبة يُصاب بها الشّخص بسبب كورونا، الّا أن الوقت كفيل بإختفائها. ومن اليوم حتى تشكيل مناعة مجتمعيّة، لا بدّ من اتخاذ كلّ الإحتياطات اللازمة كإرتداء الكمامة والتّباعد الإجتماعي وطبعًا المسارعة الى الحصول على اللّقاح.

ستيفاني راضي

ستيفاني راضي

صحافية لبنانية، تحمل شهادة الماستر في الصحافة البيئية والصحية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى