شويكار في ذمة الله… سطور من حياتها تستحق أن تروى
غيب الموت الفنانة المصرية شويكار اليوم عن عمر يناهز الـ 85 عاما، على أن يتم تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير يوم غد السبت.
ونعت نقابة الممثلين المصرية رحيل الفنانة شويكار، التي ولدت في الإسكندرية لأب من أصل تركي وأم شركسية، واكتشفت في نادي سبورتنج بالإسكندرية حيث قدمت العديد من الأدوار التراجيدية.
شويكار التي اعتبرت ايقونة الجمال والبهجة ورمز للجمال والسعادة على الشاشة، تنوّعت أدوارها بين الرومانسية والكوميدية نجحت في تقديم الفتاة الارستقراطية، كما تألّقت أيضاً وتركت بصمة في تقديمها للشخصيات الشعبية، فوجود الفنانة المصرية شويكارفي أي عمل كان كفيلاً لضمان نجاحه.
اضاءة على حياتها
نشأت وعاشت شويكار في مصر الجديدة، وبدأت ميولها الفنية تظهر وهي في عمر الرابعة وكانت ليلى مراد في هذا الوقت هي نجمتها المفضلة، والحقها والدها بالمدارس الفرنسية حيث كان والدها مولعاً بالشعر وكان نهماً للقراءة، بينما كانت والدتها تجيد العزف على البيانو مما أثر في حياة شويكار، والتي تميّزت بجمالها الأخاذ فقرر والدها أن يزوجها لشاب ثري “المهندس حسن نافع” وهي في عمر السادسة عشر، وبعد عام من الزواج أنجبت إبنتها “منة الله” وبعدها أُصيب زوجها بمرض خطير، ووقتها قررت شويكار أن تستكمل دراستها الثانوية قبل أن تصدم بوفاة زوجها، حيث اصبحت أرملة وأم لطفلتها الوحيدة وهى في عمر الثامنة عشر، وبعدها بعامين اختارها نادي سبورتنغ وتوّجت بلقب الأم المثالية وهي في عمر العشرين، حيث كانت تعمل وتدرّس وتربي ابنتها.
قدمت شويكار مع فؤاد المهندس العديد من الأعمال، واثناء عرض مسرحية “أنا وهو وهي” قرر أن يعرض عليها الزواج على خشبة المسرح، فقال لها “تتجوزيني يا بسكوتة” فردت على الفور وماله، لتبدأ قصة من الحب والنجاح بينهما واصبحت شويكار أيضاً أماً لأولاده من زوجته الأولى، واستمرت قصة حبهما لأكثر من عشرين عاماً من الزواج، وحتى بعد الانفصال ظل الثنائي يؤكد على الحب وتقول شويكار عن المهندس: “كان لي الحبيب والصديق والزوج والأخ والمعلم واعتقد بأنني كنت الحب الأول والأخير في حياته، حتى عندما انفصلنا استمرت علاقتنا لآخر لحظة في حياته”. حتى أن بعد انفصالهما تقدم لخطوبتها العديد من الاشخاص فكان ردها دائماً “اللي يتجوزني يكون مش اقل من فؤاد المهندس، وكان نجله محمد المهندس قال إن والده كان يأكل من يد شويكار لآخر لحظة في حياته، ولشويكار زيجة ثالثة من السيناريست مدحت حسن لم تتحدث عنها كثيراً.
حياتها الفنية
بدأت مسيرتها الفنية في مطلع ستينيات القرن العشرين، وصارت من أكثر الفنانات جماهيرية، خاصة في الأعمال التي شاركت فيها مع الفنان الراحل فؤاد المهندس وشكلا ثنائيا مميزا.
من أفلامها (أخطر رجل في العالم، شنبو في المصيدة، أرض النفاق، سفاح النساء)، ومن المسرحيات التي قامت ببطولتها: (أنا وهو وهي، حواء الساعة 12، سيدتي الجميلة، أنا فين وإنتي فين)، ومنذ مطلع السبعينيات، ركزت أكثر على العمل السينمائي، فقدمت منذ ذلك الوقت عشرات الأفلام، منها (الكرنك، السقا مات، فيفا زلاطا، طائر الليل الحزين، أمريكا شيكا بيكا). كما قدمت بعد ذلك العديد من الأعمال التلفزيونية تنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا منها (امرأة من زمن الحب، هوانم جاردن سيتي، بنت من شبرا، كلام رجالة).
وقدمت الراحلة ما يزيد عن 170 عملا فنيا، جاء آخرها في عام 2012 حينما شاركت بمسلسل “سر علني”، إلا أنها اختارت بعد ذلك الاختفاء وعدم الظهور مرة أخرى.
وكانت توافق على إجراء المداخلات الهاتفية واللقاءات عبر الهاتف دون الظهور، حتى لا يراها الجمهور بطريقة لم يعتادوا عليها، كما تسبب مرضها في مكوثها بالمنزل حتى رحيلها.
كمال طنوس