اللّبناني أحمد دلباني يعود إلى الحياة بقلب إيطالي
تنفّست أم طالب الصّعداء بعد سنوات من المعاناة مع ابنها الشاب أحمد دلباني، بعد أن زرع قلبًا طبيعيًّا من متبرّع إيطالي يوم الثّلاثاء، في عمليّة جراحيّة في إيطاليا استغرقت ثماني ساعات تكلّلت بالنّجاح، وهو اليوم لا يزال تحت المراقبة لمدّة عشرة أيّام من تاريخ إجراء العملية، للتأكّد من أنّ كلّ شيء على ما يرام.
قصّة أحمد بدأت منذ قرابة السّنتين ونيّف، بعد أن اكتشف الأطباء أنّه يعاني قصورًا في عضلة القلب، أحدثت له عوارضَ كبيرةً وضعت حياته على المحكّ، فأُجريت له عملّية جراحيّة زُرع فيها قلب صناعي، عبارة عن مضخّة في البطين الأيسر، موصولة ببطّارية يحملها معه في شنطة أينما ذهب، إلّا أن الأطباء فضّلوا القلب الطبيعي، نظرًا للتعقيدات في القلب الصناعي، والقلق الذي يعيشه المريض ومن حوله.
قضيّة أحمد تناقلتها وسائل الإعلام اللّبنانية، نظرًا للكلفة المالية الكبيرة التي تحتاجها عملية زراعة القلب الطبيعي خارج لبنان، وأخذت جمعية بنين الخيريّة على عاتقها جمع التّبرعات لإجراء العمليّة لأحمد، ورافقته طوال الرّحلة الشّاقة والطّويلة وفق ما لفت رئيس الجمعية محمد بيضون، الذي أكّد أنّ عمليّة أحمد تكلّلت بالنّجاح، وهي تعطي الأمل لكلّ شخص لديه حالة مشابهة لحالة أحمد، وتعطي الحافز للجمعيّة للمضيّ قدمًا في حالات مشابهة في المستقبل.
الأطباء طمأنوا إلى صحّة أحمد: سيخرج من العناية الأسبوع المقبل
كلفة عملية أحمد بلغت 220 ألف يورو تمّ دفعها للمستشفى في إيطاليا من عائدات الحملة التي أقامتها الجمعية للعملية، أمّا 30 ألف يورو المخصّصة لسكن ومعيشة أحمد في إيطاليا والتي جُمعت أيضًا من الحملة فبقيت سجينةً لدى المصارف اللّبنانية، بسبب السّياسات الماليّة والمصرفيّة، وأشار بيضون إلى أنّ الجمعيّة ستتقدّم بطلب لمصرف لبنان للإفراج عن هذا المبلغ لخصوصيّة وضع أحمد، وأن الجمعيّة ملتزمة بتأمين تكاليف معيشته في إيطاليا من الخيّرين في الخارج، إلى حين عودته إلى لبنان.
أحمد سيعود ليمارس حياته بشكل طبيعي
والدة أحمد ورفيقة دربه في هذه المعاناة الطّويلة أم طالب، لم تخفِ فرحتها ودموعها فور سماعها بنبأ تأمين القلب الطبيعي لابنها من متبرّع إيطالي، بعد انتظارٍ دام سنة وستة أشهر، وفق ما أكّدته في حديثها لـ”أحوال” من إيطاليا، مشيرةً إلى أن الأطباء طمأنوها إلى صحّة أحمد وهو بحالة جيّدة وسيخرج من العناية الأسبوع المقبل.
ولفتت أم طالب إلى أنه يتعيّن على أحمد أن يبقى في إيطاليا لمدّة سنة إضافية، لكي يخضع بشكل دوري للفحوصات، للتّأكّد من أنّ كلّ شيء أصبح طبيعيًا، كاشفةً أنّ أحمد سيعود ليمارس حياته بشكل طبيعي كأيّ إنسان، بعد سنين من المعاناة والسّهر والتّعب، وسيعمل على العودة لمقاعد الدّراسة، وربما ستكون في إحدى جامعات إيطاليا.
قضيّة أحمد دلباني تعاطف معها كلّ من سمع بها، وهي أنموذج للتّكافل اللّبناني، والتّكاتف وقت الأزمات والشّدائد، ولتُؤكّد هذه المسيرة الشّاقة المليئة بقلق الأم والإخوة والأصدقاء، وبصبر أحمد الذي لم يستسلم رغم كلّ الظّروف التي مرّ بها.
منير قبلان