صحة

هل يشمل اللقاح متغيّرات كوفيد_19 وما هي مدة مناعة الناجين؟

إنّ فهم ومعرفة مدة المناعة التي يتمتع بها الفرد بعد الإصابة بكوفيد-19، أمر بالغ الأهمية لتحسين التّشخيص وفعالية اللقاحات، ولتقييم المسار المستقبلي المحتمل لوباء. فماذا كشفت آخر دراسة عن مدة مناعة الناجين من كوفيد_19؟ وماذا عن الطفرة الجديدة التي أصبحت تشكّل خوفاً في كافة أنحاء العالم؟ هل يشملها اللقاح أم نحن أمام معضلة جديدة لا يمكن حلّها في وقت قريب؟

مناعة الناجين من فيروس كورونا: 8 أشهر

تشير دراسة جديدة إلى أنّ استجابة الجسم المناعية لفيروس كورونا الجديد يمكن أن تستمر لمدة ثمانية أشهر على الأقل بعد ظهور أعراض العدوى الأولية.

وكانت مدة المناعة ضد  كوفيد_19 موضوعًا للبحث خلال الوباء، فيما قدمت الدراسات حتى الآن نتائج مختلفة. في يوليو من العام الماضي، أشارت دراسة إلى أنّ المناعة قد تُفقد خلال شهور قليلة. في ذلك الوقت، توصّل باحثون من King’s College London إلى هذا الاستنتاج من انخفاض لاحظوه في مستويات الأجسام المضادة لدى مرضى كوفيد_19 المتعافين بمرور الوقت – من “مستوى قوي” في 60٪ من المشاركين في الدراسة، خلال ذروة الإصابة إلى 16.7٪ فقط، مع الاحتفاظ بهذا المستوى من الفاعلية بعد 65 يومًا. بينما أشارت تلك الدراسة إلى أنّ مرضى كوفيد_19 المتعافين من المرجّح أن يبقوا عرضة لإعادة العدوى. فيما تشير الدراسة الجديدة إلى أنّ جميع الناجين من فيروس كورونا تقريبًا لديهم الخلايا المناعية اللازمة لمكافحة إعادة العدوى.

الدراسة الجديدة نشرتها مجلة Journal Science

وتستند الدراسة التي نشرتها مجلة Journal Science على تحليل عينات دم من 188 مريض. وقال أليساندرو سيت من معهد لا جولا (LJI)، الذي شارك في قيادة الدراسة مع شين كروتي ودانييلا ويسكوبف، في بيان: “تشير بياناتنا إلى أنّ الاستجابة المناعية موجودة، وهي باقية”.

وتابع، “لقد قمنا بقياس الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة B والخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية القاتلة جميعها في نفس الوقت. على حد علمنا، هذه هي أكبر دراسة على الإطلاق، لأي عدوى حادة، قامت بقياس المكوّنات الأربعة للذاكرة المناعية”.

وقال الباحثون إنّ النتائج قد تعني أنّ الناجين من كوفيد_19 يتمتعون بمناعة وقائية ضد مرض خطير من فيروس SARS-CoV-2 لعدة أشهر، وربما سنوات، بعد الإصابة. وتناولت دراستهم المخاوف الناشئة عن بيانات Covid-19 من مختبرات أخرى، والتي أظهرت انخفاضًا كبيرًا في الأجسام المضادة الخاصة بفيروس كورونا مع مرور الوقت.

دراسة  فايزر: اللقاح يعمل ضد متغيّرات الفيروس

كشفت صحيفة  أسوشييتيد برس AP عن بحث جديد يفيد أنّ لقاح كوفيد-19 الذي أنتجته شركة فايزر يمكن أن يحمي من طفرة موجودة في نوعين مختلفين شديدي العدوى من فيروس كورونا اللذين ظهرا في بريطانيا وجنوب أفريقيا.

وسببت هذه الطفرة قلقاً عالمياً؛ إذ كلا النوعان يشتركان في طفرة مشتركة تسمى N501Y، وهي عبارة عن تغيير طفيف في بقعة واحدة من بروتين السنبلة الذي يغلّف الفيروس. يُعتقد أن هذا التغيير هو السبب في قدرتها على الانتشار بسهولة.

وتعمل معظم اللقاحات التي يتم طرحها في جميع أنحاء العالم على تدريب الجسم على التعرّف على هذا البروتين ومكافحته. وتعاونت شركة فايزر مع باحثين من الفرع الطبي في جامعة تكساس في جالفستون لإجراء اختبارات معملية لمعرفة ما إذا كانت الطفرة تؤثر على قدرة لقاحها على القيام بذلك.

واستخدموا عينات دم من 20 شخصًا تلقوا اللقاح، من إنتاج شركة Pfizer وشريكتها الألمانية BioNTech، خلال دراسة كبيرة للحقن. ونجحت الأجسام المضادة من متلقي اللقاح في صد الفيروس في أطباق المختبر، وفقًا للدراسة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة أولية ولم يراجعها الخبراء بعد، وهي خطوة أساسية للبحث الطبي.

شهادات الباحثين والعلماء في الدراسة الجديدة

قال كبير المسؤولين العلميين في شركة فايزر، الدكتور فيليب دورميتسر، “لقد كان اكتشافًا مطمئنًا للغاية أنّ هذه الطفرة على الأقل، والتي كانت واحدة من أكثر الأشخاص قلقًا حيالها، لا يبدو أنها مشكلة للقاح.”

هذا، وتخضع الفيروسات باستمرار لتغييرات طفيفة لأنها تنتشر من شخص لآخر. واستخدم العلماء هذه التعديلات الطفيفة لتتبع كيفية تحرّك الفيروس التاجي حول العالم منذ اكتشافه لأول مرة في الصين منذ حوالي عام.

إلى ذلك، قال علماء بريطانيون إنّ المتغيّر الموجود في المملكة المتحدة – والذي أصبح النوع السائد في أجزاء من إنجلترا – لا يزال يبدو عرضة للقاحات. وقد تم العثور على هذا الطفرة الآن في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى.

لكن المتغيّر الذي اكتشف لأول مرة في جنوب أفريقيا لديه طفرة إضافية جعلت العلماء على حافة الهاوية، واحدة تسمى E484K.

هذا، ووجدت دراسة فايزر أنّ اللقاح يعمل ضد 15 طفرة فيروسية محتملة إضافية، لكن E484K لم تكن من بين تلك التي تم اختبارها؛ فيما قال دورميتسر إنّها التالية في القائمة.

وقال دورميتسر إنّه إذا تحور الفيروس في نهاية المطاف بدرجة كافية بحيث يحتاج اللقاح إلى التعديل – مثل تعديل لقاحات الإنفلونزا في معظم السنوات – فلن يكون تعديل الوصفة أمرًا صعبًا بالنسبة لشركته وما شابهها؛ إذ يتكوّن اللقاح من قطعة من الشفرة الوراثية للفيروس، وهي سهلة التبديل.

وتابع دورميتسر، إنّ هذه كانت البداية فقط “للمراقبة المستمرة لتغيّرات الفيروس لمعرفة ما إذا كان أي منها قد يؤثر على تغطية اللقاح”.

وقال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنّ اللقاحات مصممة للتعرّف على أجزاء متعددة من بروتين السنبلة، مما يجعل من غير المحتمل أن تكون طفرة واحدة كافية لمنعها. لكن العلماء في جميع أنحاء العالم يجرون أبحاثًا باستخدام لقاحات مختلفة لمعرفة ذلك.

لطيفة الحسنية

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى