رياضة

الرياضة الإلكترونية في لبنان.. صعود جيل جديد من الأبطال الرقميين

سامر الحلبي - الديار

في بلدٍ يرزح تحت أزمات اقتصادية ومالية خانقة، ووسط انهيار البنى التحتية التقليدية للرياضة، تبرز ظاهرة جديدة تنمو بهدوء ولكن بسرعة: الرياضة الإلكترونية، أو ما بات يُسمّى عالميًا Esports.

فخلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد 2019، تحوّل لبنان إلى واحدة من أكثر الأسواق نشاطًا في الشرق الأوسط في مجال الألعاب التنافسية، رغم غياب الدعم الرسمي وغياب الاعتراف المؤسسي الكامل. فهل نحن أمام مشهد رياضي جديد يولد خارج الملاعب التقليدية؟ وهل يمكن أن تصير الرياضة الإلكترونية ميدانًا يُخرّج أبطالاً لبنانيين من خلف الشاشات؟.

الجيل الرقمي

هناك جيل كامل ينتقل من الملعب إلى الشاشة ومع تطوّر الإنترنت، وانتشار ألعاب مثل PUBG Mobile، Valorant، League of Legends، Fortnite، FIFA، ظهر جيل جديد يتنافس يوميًا عبر منصات محلية وعربية، وأحيانًا عالمية.

والدافع الرئيسي لهذا التوجه هو انخفاض كلفة الرياضة الإلكترونية مقارنة بالألعاب التقليدية وضعف البنى التحتية الرياضية وانهيار الأندية والبطولات المحلية وزيادة الهجرة، ما خلق روابط تنافسية بين اللاعبين في الداخل والخارج.

اضف الى ذلك انتشار مقاهي الألعاب (Gaming Hubs) التي أصبحت فضاءات اجتماعية أكثر من كونها مجرد أماكن للّعب.

تشهد الساحة اللبنانية اليوم: أكثر من 30 بطولة سنوية تنظمها جهات خاصة وصعود الفرق اللبنانية التي تشارك في دوريات إقليمية، مثل بطولات MENA وفوز لاعبين لبنانيين بجوائز تتجاوز أحيانًا 10,000 دولار في بطولة واحدة.

اضافة الى بث مباشر على منصات Twitch وYouTube، حيث يصل عدد المتابعين لبعض اللاعبين إلى عشرات الآلاف وتعدّ لعبة PUBG Mobile الأكثر انتشارًا بين الشباب، تليها Valorant وLeague of Legends.

لاعبو FIFA يتنافسون دوريًا في بطولات الشرق الأوسط وهناك لبنانيون أصبحوا مشهورين عربيًا ويحصدون آلاف المشاهدات.

الغريب أن معظم هؤلاء اللاعبين لم يتلقوا أي دعم رسمي، واعتمدوا على تدريب فردي وإمكانات شخصية.

كرة القدم الالكترونية

ومتابعة لهذا الموضوع وللكلام تحديدا عن جزء من الالعاب الاكترونية وهي لعبة كرة القدم الالكترونية تحدث مدير المنتخب اللبناني ربيع حمدان للديار قائلا: “نحن من حوالي 4 سنوات انتسبنا الى هذا النشاط تحت مظلة الفيفا ونشارك في تصفيات كأس العالم وغرب اسيا وكأس اسيا التي اقيمت في قطر منذ عامين، فاللبناني دوما متميز أينما حل ولا تزال ثقافة هذه الرياضة غير منتشرة تماما في بلدنا والبعض يعتبرها هواية للتسلية بينما في العديد من الدول العربية انتشرت بشكل واسع وأصبح لديها اهتمام خاص ومتميز ورعاية دورية، وهناك صالات كبيرة لممارسة هذه اللعبة تتسع لعدد كبير من المتفرجين اضافة الى غرف لاعبين ومعسكرات تدريبية الخ..”.

يتابع لـ”الديار”: “نحن لم نصل الى هذا المستوى وعلينا وضع خطط سليمة ولكن هناك صعوبات تواجهنا منها عامل الانترنت وقلة اللاعبين الذين يمارسون هذه الرياضة وغياب الاجهزة والحاسوب والشاشات لدى البعض لأنها مكلفة، لا بد من وجود فريق عمل متفرغ كليا ويملك الخبرة الكافية لتطوير هذه اللعبة، اذ لا توجد ميزانية خاصة حاليا وكل من يعمل معنا هو فريق متطوع كما يجب نشر ثقافة هذه اللعبة على وسائل التواصل وعندها يمكن ايجاد رعاة رسميين ولا بد من البحث عن اللاعبين والمواهب في كافة المناطق اللبنانية وليس بيروت وبعدها يمكن غربلة هذه المواهب لتأسيس منتخب لبناني منافس هذا الأمر كما قلت يتطلب تفرغ كامل ووقت طويل”.

هجرة الأدمغة

حتى اليوم، لا يوجد في لبنان اتحاد رسمي متخصص بالرياضات الإلكترونية بشكل عام وليس كرة القدم فقط كما في البلدان المتطورة ولا يوجد قانون ينظم البطولات والجوائز واعتراف حكومي يضع الـEsports ضمن الرياضات الوطنية.

لكن في المقابل، ظهر سوق قوي تقوده شركات اتصالات ترعى بطولات موسمية جامعات باتت تنظم دوريات طلابية ضخمة مقاهي ألعاب حديثة توفر تدريبًا وورش عمل وهكذا، تصنع الرياضة الإلكترونية نفسها بعيدًا عن الدولة والاتحادات.

رغم النجاح، تواجه الساحة اللبنانية عقبات قاسية منها انقطاع الكهرباء والإنترنت وهو أكبر عائق أمام اللاعبين. كثيرون يخسرون مباريات دولية بسبب انقطاع الكهرباء أو ضعف الاتصال.

والبعض لا يعتبر الألعاب الإلكترونية رياضة حقيقية، ما يجعل الأهالي أقل دعمًا لأولادهم. ولا توجد شركات راعية كبرى، ولا أندية متخصصة، ولا بنية تحتية وطنية.

والمشكلة الاكبر انه كلما لمع لاعب، يهاجر إلى الخليج أو أوروبا لأن فرص الاحتراف غير موجودة محليًا.

 

ad
ما يميز اللاعبين اللبنانيين هو مهارات تقنية عالية ومستويات ذكاء تكتيكي قوية وسرعة تأقلم مع التحديثات المتواصلة للألعاب وتفوق في الألعاب التي تعتمد على Team Strategy حتى أن بعض الفرق العربية يعتمد على مدربين لبنانيين لإدارة استراتيجيات اللعب.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى