مجتمع

البطريركية تنفي استقالة البطريرك العبسي: خبر ملفّق

رداً على ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام أصدرت بطريركية الروم الملكيّين الكاثوليك بيانًا رسميًا عبر المكتب الإعلامي لصاحب الغبطة، نفت فيه بشكل قاطع ما أشيع عن قبول قداسة البابا لاوون الرابع عشر استقالة غبطة البطريرك يوسف العبسي.

وأكد البيان أن “لا وجود أصلًا لأي استقالة ليُقبلها أو يُرفضها قداسة البابا”، مشددًا على أن صاحب الغبطة “كان وما زال وسيبقى يمارس مهامه كالمعتاد”، وأن لا نية لديه لتقديم الاستقالة. ووصفت البطريركية الخبر بأنه “ملفّق”، محذّرة من الجهات التي تدّعي التحدث باسم الكرسي الرسولي أو باسم البطريركية دون وجه حق.

ودعت البطريركية وسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة قبل نشر أي معلومات، لما قد تسببه الأخبار الكاذبة من بلبلة وضرر في صفوف المؤمنين، مؤكدة أن المكتب الإعلامي يبقى المرجع الرسمي لأي استفسار أو توضيح، حاليًا ومستقبلًا، عبر الرقم التالي: ٧١١١٤٤٤٥.

فغبطة البطريرك يوسف العبسي هو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، انتُخب في يونيو 2017 خلفًا للبطريرك غريغوريوس الثالث لحّام. وُلد في دمشق عام 1946، وانضم إلى جمعية مرسلي القديس بولس، حيث تابع دراساته اللاهوتية والفلسفية، ثم حصل على الدكتوراه في علوم الموسيقى البيزنطية من المعهد الحبري الشرقي في روما.

تميّز البطريرك العبسي بمسيرته الأكاديمية والراعوية، إذ شغل مناصب تعليمية وإدارية في لبنان وسوريا، وكان نائبًا بطريركيًا في دمشق قبل انتخابه بطريركًا. يُعرف بمواقفه المعتدلة ودوره في تعزيز الحوار بين الطوائف، إضافة إلى اهتمامه بالشأن الاجتماعي والإنساني في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة.

تأتي هذه الشائعة في وقت حساس تمر فيه الكنائس الشرقية بتحديات متزايدة، من بينها الهجرة، وتراجع أعداد المؤمنين، والضغوط السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط. وقد يرى البعض في هذه الشائعات محاولة لزعزعة الاستقرار داخل الكنيسة أو اختبارًا لردّ فعل الشارع الكنسي.

من الناحية الإعلامية، يسلّط هذا الحدث الضوء على خطورة نشر الأخبار غير الموثوقة، خاصة عندما تمسّ رموزًا دينية لها مكانتها في وجدان المؤمنين. فمثل هذه الأخبار لا تثير فقط البلبلة، بل قد تُستغل سياسيًا أو طائفيًا في بيئة مشحونة أصلًا بالتوترات.

أما من ناحية الكنيسة، فقد أظهر البيان الرسمي حزمًا ووضوحًا في الرد، ما يعكس حرص البطريركية على حماية هيبتها ومكانتها، وعلى طمأنة أبنائها بأن القيادة الروحية ثابتة ومستمرة. كما أن التحذير من انتحال صفة الكرسي الرسولي أو البطريركية يشير إلى وجود محاولات ممنهجة للتشويش، وهو ما يستدعي يقظة إعلامية ومؤسساتية مضادة.
في المحصلة، فإن هذا النفي الحاسم لا يضع حدًا للشائعة فحسب، بل يبعث برسالة واضحة مفادها أن الكنيسة لن تتهاون مع محاولات التشويش، وأنها ماضية في أداء رسالتها الروحية والاجتماعية بثبات.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى