حقوق

مصدر أمني لـ”أحوال”: مقتل جوزيف بجاني قد يكون لخلافٍ شخصي

لم تكشف خيوط جريمة الكحالة بعد. كل ما يتمّ تداوله اليوم لا يعدو كونه مجرّد استنتاجات وتحليلات لا تعتمد على أي معطيات حاسمة. هذا ما يؤكده مصدر أمني في حديث لــ “أحوال” عن الجريمة التي راح ضحيتها جوزيف بجاني (37 عاماً) الذي يعمل مصوّراً كما يعمل في إحدى شركات الاتصالات.

وكما تدخل السياسة في كل مناحي الحياة اليومية للبنانيين، فإن الجريمة التي شهدتها بلدة الكحالة دخلت بدورها، تلقائياً، بازار السياسة.

إذ يمكن لأي متابع لما يتمّ تداوله عن الحادثة التي هزّت الكحّالة صباح أمس الإثنين، أن يقع على اتهامات واتهامات مضادّة بشأن الجهة المسؤولة عن ارتكاب فعل القتل. هكذا بات أحد الأحزاب طرفاً ضالعاً في الجريمة، بعد إشاعة معلومات مفادها أنّ بجاني كان مصوراً تابعاً للجيش اللبناني، وأن قتله جاء بهدف إخفاء معلومات حصل عليها الضحية حول إنفجار مرفأ بيروت.

و يرى المصدر الأمني أن ما يحكى لا قيمة له أمنياً. ويفنّد بعض الشائعات حول علاقة بجاني بالجيش.

إذ يوضح أن بجاني الذي قتل بأسلحة كاتمة للصوت أمام منزله، لم يكن مصوراً معتمداً للجيش اللبناني، وهو لا يحمل أي صفة رسميّة بل هو  مصوّر عام يضطر للحصول على إذن من القيادة لتصوير أي نشاط متعلق بالجيش، وقد انتهت علاقته به منذ أكثر من ستة أشهر، أي قبل انفجار المرفأ.

وقد سبق أن كتب الضحية في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في شهر آب الماضي: “بعد 15 سنة تصوير، وتركيز على التصوير العسكري بلبنان والخارج، بخاصّة لإظهار صورة التقدّم، القوة، وصورة الحضارة للجيش اللبناني للخارج، قرّرت اليوم اعتزل التصوير العسكري بلبنان. الواحد بدّو يترجاهن تيصوّرن، وبس يروح تيصوّر بحس حالو ارهابي. استروا ما شفتوا منّا. خلّونا نصوّر يلي بقدِّر”.

وكان الجيش قد طوّق مكان الجريمة بسرعة بعد وقوعها، ومنع أي أحد من الإقتراب من منزل الضحيّة، فيما لم يترك المجال لوالد بجاني وزوجته بالتحدّث إلى الإعلام.

ويحسم المصدر الأمني التكهنات في حديثه لــ “أحوال” قائلاً إن “الجريمة ما زالت قيد التحقيق، وأي كلام متداول لا قيمة له بالنسبة لنا”.

ويضيف أن: “الكثير من خيوط الجريمة لم تتضح بعد. لكن من المؤكد أن الناس تتسرع في إستنتاجاتها وادعاء معرفتها بكل شيء. يبدو لنا اليوم أن كل اللبنانيين محققون جنائيون ويعتقدون أنهم قادرين على ربط كل الأحداث والتفاصيل والوصول إلى خلاصات. هذا كلام مراهقين”.

ويأتي رد المصدر الأمني على الروايات المتعددة التي باتت تخرج عبر وسائل التواصل وصولاً إلى “واتساب”، لأنها انطلقت من الفيديو الذي يظهر مقتل بجاني بكاتم للصوت والحديث أن القاتلين سرقا هاتف بجاني وآلة تصويره قبل أن يتواريا عن الأنظار.

لكن المصدر يرد قائلاً إنّ الجريمة قد تكون مرتبطة بقضيّة شخصيّة لا أكثر ولا أقل وتصفية حسابات بين أفراد. إلا أن النقطة الوحيدة المتعلقة باستخدام سلاح كاتم للصوت، هي ما يسترعي الإنتباه وقد يجعل الجريمة ذات دوافع أمنية. لكنه يشير في الوقت عينه،  إلى أن تفصيل كاتم الصوت “قد يصبح هو الآخر لا قيمة كبيرة له في التحقيق، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كواتم الصوت تباع بكثرة عند تجار السلاح اليوم. ما يعني أنها ربما تكون جريمة يستخدم فيها القاتل أسلحة كاتمة للصوت بهدف السرقة أو التصفية بسبب خلاف شخصي”.

تجدر الإشارة الى أن أبناء المنطقة قطعوا الطريق أمس في الكحالة  استنكاراً للجريمة، مطالبين الكشف عن مرتكب الجريمة ومحاسبته.

 

نانسي رزوق

صحافية منتجة ومعدة برامج تلفزيونية وأفلام وثائقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى