محور “أنقرة – إسلام آباد”: “مظلة نووية سنية” لمواجهة إسرائيل؟

لم يعد التقارب التركي – الباكستاني مجرد تعاون دبلوماسي عابر، بل بات يشكل “انزياحاً استراتيجياً” يغير موازين القوى في الشرق الأوسط وآسيا.
وفقاً لتقارير نشرتها صحيفة “آلجمينر” (The Algemeiner) ، فإن هذا التحالف يتجاوز الاقتصاد ليضع إسرائيل والغرب أمام واقع جيوسياسي معقد ومثير للقلق.
ثنائية “المال مقابل الذرة”
المعادلة القادمة تبدو واضحة ومباشرة: أنقرة تقدم الدعم المالي، وإسلام آباد تمنح “المظلة النووية”. في ظل الأزمات الاقتصادية ، تجد باكستان في تركيا شريكاً ممولاً، بينما تجد تركيا في البرنامج النووي العسكري الباكستاني—الذي لا تزال شبكات “عبد القدير خان” تنبض فيه—الضمانة الرادعة لتحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل.
خناق بحري وتقنيات “خارج السيطرة”
الاتفاقيات الأخيرة لاستخراج النفط والغاز في المحيط الهندي ليست إلا واجهة لمكاسب أعمق، أبرزها:
تطويق الممرات الملاحية: حصول تركيا على قواعد لأسطولها في المحيط الهندي يمنحها القدرة على “خنق” طرق الإمداد المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، مما يهدد الأمن القومي الاقتصادي الإسرائيلي بشكل مباشر.
تصدير التكنولوجيا: دمج الطائرات التركية المسيرة (Drones) في الجيش الباكستاني يمثل تعاوناً عسكرياً يتجاوز الخطوط الحمراء الغربية، حيث يتم اختبار تقنيات “الناتو” وتطويرها في بيئة باكستانية بعيداً عن رقابة الحلف.
تحالف “سني” جديد خارج مدار الغرب
بينما ينشغل حلف “الناتو” بملفاته التقليدية، تتجاهل العواصم الغربية حقيقة نشوء تحالف سني جديد يتجه شرقاً بقوة. هذا التحالف لا يرى في الغرب حليفاً، بل ينظر إلى إسرائيل باعتبارها العدو الرئيسي الذي يجب موازنته عسكرياً ونووياً.
في الخلاصة يمكن القول إن ما يحدث بين أنقرة وإسلام آباد هو عملية إعادة صياغة للنظام الأمني الإقليمي؛ حيث تلتقي الطموحات التركية بالقدرات النووية الباكستانية، مما يضع إسرائيل لأول مرة أمام تحدٍ يمتد من المتوسط إلى أعماق المحيط الهندي.



