طلاق رودولف هلال في “المواجهة ” خير لمسيرته
لم يبتعد الاعلامي رودولف هلال عن منابعه التي ملأ منها جرار مسيرته المهنيّة. بقي كما هو يستضيف نجوماً وشخصيّات من مختلف المجالات في حوارات فنيّة، سياسيّة واجتماعيّة، في قالب مختلف وجريء جداً.
وهذه المرة تحت مسمى “المواجهة”. برنامج حواري يبث عبر محطة LBCI ومنصة صوت بيروت انترناشونال. إذ يبدو أنّ التعاون بين المنبرين في أوجّه حيث سبق وتشاركا في عرض برنامج “صوت الناس” الذي يقدمه ماريو عبود.
اختمرت التجربة لدى رودولف وانطلق مستقلاً بنفسه دون رديف. هو الذي كان قد شكّل مع رجا ناصر الدين ثنائياً اعلامياً قدّما العديد من البرامج الحوارية عبر الإذاعة والتلفزيون. هذه الفرقة مباركة فهي دليل أنّه قادر وحده أن يدير دفّة الحوار دون معاون، وأنّه قادر على استلام زمام الأمور وحده ويعبر منفرداً في حوارات طالما أتّسمت بالجرأة.
“المواجهة” أسم قوي في دلالته، يعني أنّ هناك تحدٍ ومقارعة وصدام ودفاع عن النفس. وهذه اللغة الإعلامية ليست بعيدة عن نهج رودولف في خطه الاعلامي فطالما كانت برامجه تحمل هذا المذاق الحار واللاذع. سواء في “المتهم” أو “المكتب الثاني” أو “الحلقة الأخيرة”. لكن هذه المرة يغرد منفرداً دون شريك.
هذا الطلاق بينه وبين رجا ناصر الدين في مصلحته بكل الأحوال. فهما طالما تناوبا على تقريع الضيف وزجه في الزوايا الضيقة وحشره وإثارة لغة الفتنة والتطرّق إلى مواضيع حسّاسة.
يحق للإعلامي أن يسأل ما يشاء لكن المهم كيف يسأل وما هي اللغة والنبرة التي يستعملها في حواره. ورودولف يمتلك سقفاً ولغة تجعل منه محاوراً مشاكساً، لكن لا ينتف ريشاً ولا يفتح مقصلة ولا يقيم شجاراً، وفي بعده عن رجا زاح هذه السمة عنه وهو كان منها براء بالرغم من تلطخه بها.
فهو في برنامج “المواجهة” لم يبتعد كثيراً عن نهجه التصادمي، لكن بدت صورته أوضح، فهو يعرف متى ينحسب وكيف يدوّر الزوايا، وكيف يحفظ للود مكاناً، وكيف يطرق على السدان برفق دون أن يثير صراخاً وينثر غباراً ويعرض عضلات المشاحنة والشجار غير الهادفة.
اختيار رودولف هلال ماغي بو غصن كأول ضيفة له في برنامجه الجديد كان فاتحة استبشار. فهي قادرة بمكانتها أن تكون غنيمة ودلالة خير. بو غصن ليست فقط فنانة بل من يعرفها عن قرب يعرف أن البعد الانساني فيها يوازي قمم الفن تواضعاً وكرماً وأخلاقاً. هي نجمة بصفاتها ونجمة بفنها ونجمة بتعاملها.
مهما حاول المحاور أن يدس السم في اسئلته ليخرج بسكوب يسطر عليه نجاحه، لن ينجح سوى بالوصول إلى ما تريد هي أن تفصح عنه. وماغي متمكّنة من أجوبتها تحدّد ما تريد الإفصاح عنه وما تريد أن تخبّئه.
قدمت نفسها دون حاجة لمن يقدمها. فباحت برسالتها وعلَت صوتها مختصرة أصوات معظم اللبنانيين الذين يعيشون كابوساً قاتلاً، غير مكترثة للكثير من الاسئلة التي تقع خارج مزاجها الحالي، سواء بعلاقتها بالفنانين او ما يقال عنها أو كيف يتم تقييمها. هي باتت في مكان أخر يبدأ بمصاب الوطن وينتهي عند كرامة أهله، وما عدا ذلك يبدو تافهاً عندها أو خارج سياق الزمن.
ولأنها قادرة ومقتدرة فهي تعرف أن مهمتها ومهمة شركة الانتاج التي تمتلكها وزوجها eagle films شائكة ليس لأن الشأن شخصي، بل لأن هناك مسؤولية فنية ينطوي تحتها أرزاق الكثير من العاملين في هذه صناعة الفنية. وما يحصل في لبنان ينذر بالخطر حتى لو كان لديها قصور ومال. وهذا ما عبّرت عنه بالحرف الواحد “ما دخل الكرامة بالمال. من حقي أن أطالب بوطن بلا فساد حتى لو لدي عشرة قصور”.