مجتمع

إعلان طبيب تجميل يهين المرأة وأصوات نسائيّة: نحنا مش سيارة للبيع

أثار إعلان طبيب تجميل مصري ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشر صورة على صفحته على ” انستغرام”  يروّج فيها لعيادته التجميليّة بطريقة مستفزّة.

فقد نشر الطبيب  صورة  كتب عليها “ظبّط القديمة بدل ما تصرف على الجديدة”، في دعوة للرجل  للصرف على تجميل زوجته  الحالية، بدلاً من صرف المال على ارتباط جديد.

الطبيب المصري  أحمد علاء الدين هو اخصائي تجميل ويعمل في منطقة  السويس في مصر، وقد  أوضح في تصريح خاص لـ” أحوال”  أنّ الهدف من الإعلان كان وضعه في إطار كوميدي، وليس التقليل من شأن المرأة أو إهانتها”، مؤكداً ” أنا كنت بهزّر”، ويعني ذلك أنه قصد الرجل في الإعلان وليس المرأة.

ويبدو أنّها  ليست المرّة الأولى التي يعتمد فيها علاء الدين هذا الأسلوب ” الفكاهي” والذي لا ينجح من خلاله في إيصال رسالته دون التجريح أو الإهانة، فقد سبق للطبيب أن نشر  العديد من الإعلانات  التي تخاطب المرأة بهدف الترويج، نذكر منها إعلان “الشفّة الروسية على أرض اسكندرية” للترويج لحقن تكبير الشفتين، و”الكبير دائماً أحلى ” في  إشارةً الى تكبير الشفتين ” وغيرها.

لم يتوقع علاء الدين حجم الحملة التي تعرض لها بعد نشره للإعلان، حيث انهالت عليه التعليقات التي  طالبته بحذف المنشور.  وبالفعل رضخ علاء الدين للأمر الواقع وقام بحذفه، مؤكداً  أنّ ” كلامه موجّه  إلى الرجال لتذكيرهم  بأن زوجاتهم أحق من أي سيدة أخرى بالاهتمام”.

ولفت الى أن ” نسبة 90 في المئة من زبائنه نساء ولا يجرؤ على إهانتهن أو التقليل من دورهن”، بحسب تعبيره.

ورغم حذفه للمنشور، لم تهدأ الحملة ضدّه، فقام بمحاولة لحفظ ماء الوجه مطلقاً حملة  تحت عنوان ” المرأة ليست سلعة” تتضمّن خصماً على عمليات التجميل للسيدات واستشارات طبية  مجانية، لإيضاح حسن نيته تجاه موضوع المرأة و”دورها المهم في المجتمع”، حسب تعبيره.

أصوات نسوية تعترض

 “تحتاج إلى عملية تجميل لأفكارك”، هذا  نموذج من  التعليقات  على منشور الإعلان قبل حذفه،  وقد تمّ توزيع المنشور على نطاق واسع على مجموعات “الواتساب” في العالم العربي.

ورغم أن الحادثة وقعت في مصر، إلا أنّ اصداءها  وصلت الى العالم العربي، واعترضت عليه ناشطات في مجال حقوق المرأة، كما اعترض عليه رجال أيضاً.

وفي هذا السياق، تؤكد الناشطة  النسوية ناهد سلامة  لـ”أحوال” أن ” فكرة الإعلان مستفزة لكل سيدة مناضلة وعاملة في المجتمع “. ورفضت سلامة تسخيف دور المرأة بهذه الطريقة ، لافتة ً إلى أنّها شخصياً ليست ضد عمليات التجميل ولكن من دون تسويق المرأة وإهانتها .

واعتبرت سلامة أنّ  الخطوة التي قام فيها طبيب التجميل المصري هي ” خطوة فوقيّة ومعيبة “، موضحةً أنّ ” النساء لا يحتجن اليوم الى الرجل كي  يجري لهن عمليات تجميل، بل يمكن لهن القيام بذلك لأنهن مستقلات ولا يعتمدن على أحد”.  فبرأي سلامة ” لا يحق لأي  رجل أن يقرّر عن المرأة، هي فقط يحقّ لها وحدها تحديد شكلها “. وختمت سلامة ” نحن الناشطات النسويات نعتبر هذا الموضوع تسليعاً واستخداماً لجسد المرأة للترويج… هي ليست سيارة معروضة للبيع”.

 

زينة برجاوي

صحافية لبنانية تعمل في مجال الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج. تحمل الإجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى