سياسة

عملية راموت الفدائية.. الأكبر منذ 7 أكتوبر

الاخبار

لم تكد تمرّ ساعات قليلة على التحذيرات الإسرائيلية من أنّ الاعترافات الدُّولية بالدولة الفلسطينية «ستقود إلى خطوات إسرائيلية في الميدان»، حتى كانت القدس المحتلّة على موعد، ظهر أمس، مع عملية فدائية جديدة خلّفت وفقاً للمعلن، أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين في العمليات المماثلة منذ اندلاع الحرب على غزة؛ إذ قُتل على إثرها 6 إسرائيليين على الأقل، وأُصيب 15 آخرون، بعدما فتح منفّذاها (اللذان استشهدا في ما بعد) النار داخل محطّة حافلات مركزية قرب مدخل مستوطنة «راموت»، شمال القدس المحتلة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ مِن بين القتلى حاخاماً، متحدّثة عن 6 إصابات خطيرة و2 متوسطة أيضاً، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها «قضت» على شخصين نفّذا الهجوم.

وعقب إطلاق النار، دفع جيش الاحتلال وشرطته بقوات كبيرة إلى موقع العملية الذي فُرض طوق أمني حوله، توازياً مع فحص جسم «مشبوه» عثر عليه في المكان – خشية وجود متفجّرات -. وفيما أُغلقت جميع مداخل القدس ومخارجها، أعلن جيش العدو نشر أربع كتائب في منطقة الهجوم وتعزيز قواته في الضفّة وإطلاقه عمليات تمشيط واستجواب ميداني، فضلاً عن فرض طوق عسكري على بلداتٍ في غلاف القدس، هي: قطنة، بيدو، بيت عنان وبيت دقّو. ومن جهتها، أشارت شرطة الاحتلال إلى أنّ منفّذَي العملية في العشرينيات من عمرهما، وخرجا من قريتَي القبيبة وقطنة (شمال غرب القدس)، لافتة إلى أنهما لم تكن لديهما سوابق أمنية، ولم يحملا تصاريح دخول.

وعلى إثر الهجوم، وصل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، إلى الموقع، حيث توعّد الأول بملاحقة كل من «شارك أو تواطأ»، فيما دعا الثاني الإسرائيليين إلى حمل السلاح «في كل مكان». وعلى وقع هذه التطوّرات، أبلغ نتنياهو المحكمة تعذّر حضوره جلسة محاكمته (التي كانت مقرّرة في اليوم نفسه) في قضايا الفساد، فيما عُقدت اجتماعات لتقييم الوضع بين الجيش والشرطة.

تكشف العملية ثغرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم كثافة الحواجز والإغلاقات الواسعة

وبحسب التحقيقات الأوّلية التي نقلت نتائجها مصادر عبرية، فإنّ المنفّذَين (الشهيدين مثنّى عمرو ومحمد طه) خرجا من قريتَي قبيبة وقطنة، ثم تزوّدا بالسلاح وبمساعدة شخص ثالث، وصلا إلى «الجانب الأحمر» من الجدار قرب قلنديا/ الرام، حيث تسلّلا من ثغرةٍ معروفة في الجدار تسمّيها أجهزة الأمن الإسرائيلية «الضاحية».

ومن هناك، واصلا طريقهما بمساعدة متعاون رابع، حتى بلغا مفترق راموت بمركبة صغيرة من نوع مرسيدس رمادية، وأطلقا النار باستخدام مسدّس و«رشّاش كارلو» بدائي الصنع، في اتّجاه حافلة كانت عالقة في ازدحام مروري. وفي الأثناء، ذكرت «القناة الـ 12» الإسرائيلية أنّ جهاز «الشاباك» اعتقل شابّاً من شرقي القدس بشبهة نقل منفّذي الهجوم، بينما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الفلسطينيين في أثناء اقتحامها قريتَي قطنة والقبيبة، بينهما والد الشهيد محمد طه وشقيقه.

وإذ تكشف العملية ثغرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم كثافة الحواجز والإغلاقات الواسعة، سواء في القدس المحتلة أو الضفّة الغربية، فهي تحمل دلالات عدّة، لا سيّما في ما يتعلّق بمكانها وزمانها وأهدافها، ما يجعلها إحدى أبرز الهجمات الفدائية منذ بدء الحرب؛ إذ تأتي في ظلّ تصاعد اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفّة، ووسط مساعي ضمّ الأخيرة إلى الأراضي المحتلة، وفي خضمّ حرب الإبادة والتجويع المتواصلة في غزة.

إلى ذلك، باركت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وفصائل فلسطينية أخرى العملية وعدّتها «ردّاً طبيعيّاً على جرائم الاحتلال»، بينما نعت الحركة الطلابية في «جامعة بيرزيت» الشهيدَين عمرو (وهو أحد طلاب الجامعة) وطه اللّذين ارتقيا «دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا وحقّنا في الحرّية بعملية بطولية في مدينة القدس»، معلنةً «تعليق الدوام الدراسي يوم غدٍ بشكل كامل، وتأجيل كل النشاطات والفاعليات المنعقدة في الجامعة».

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى