الناشط السياسي علاء الصايغ لـ”أحوال ميديا”: التلاقي الكردي – الدرزي إشارة دعم متبادل في مواجهة مشاريع العزل والقمع والتفتيت
خاص أحوال ميديا

أكد الناشط السياسي علاء الصايغ الذي شارك في الزيارة التي قام بها نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بدران جيا كرد إلى المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ أن “هذه الزيارة تأتي في توقيت شديد الحساسية، وسط تصاعد غير مسبوق في المجازر والانتهاكات بحق الأقليات في سوريا، وعلى رأسها ما شهدته السويداء من تطهير طائفي وقتل على الهوية. هي زيارة رمزية من جهة، لكنها تحمل بعدًا سياسيًا وأخلاقيًا مهمًا، مفاده أن هناك قوى على الأرض تعي خطورة ما يحدث، وتؤمن بأن خلاص سوريا لا يمكن أن يكون من خلال الهيمنة ولا الإقصاء، بل من خلال الشراكة بين مكوناتها. المرجعية الروحية الدرزية، التي لطالما رفعت الصوت من أجل سوريا تعددية، استقبلت وفد الإدارة الذاتية في هذا السياق بالذات، كإشارة دعم متبادل في مواجهة مشاريع العزل والقمع والتفتيت.
وردا على سؤال حول التعاون بين الاقليات لا سيما المكونين الكردي والدرزي بما يشكل خشبة الخلاص من السلطة القائمة في دمشق، قال الصايغ:” السؤال لا يُختزل بخلاصٍ أقلّوي أو اصطفافٍ طائفي وهذا ما لم تطرحه السويداء يومًا في حراك “ساحة الكرامة”، بل يتجاوز ذلك إلى البحث عن عقد اجتماعي جديد يعيد الاعتبار للمساواة واحترام التعددية والكرامة والحقوق، ويكسر المنطق الممنهج للإقصاء والقمع والتكفير الذي تمارسه السلطة الانتقالية في دمشق برئاسة احمد الشرع.
وأضاف:”ما يجمع اليوم بين المكوّنين الكردي والدرزي – كما بين العديد من المكونات السورية المُهمّشة الأخرى – ليس الهوية الدينية أو القومية، بل الهواجس الوجودية المشتركة: من التهجير والقتل على الهوية، إلى التهميش السياسي والاقتصادي، وصولًا إلى غياب أي ضمانة حقيقية للعدالة أو المواطنة.
ولفت الى أن “التعاون هنا ليس ترفًا سياسيًا ولا مناورة ظرفية، بل خيار دفاعي وضرورة وجود
وحول ما إذا كان باستطاعة الجولاني أن يستمر في موقعه في ظل ما تقوم به عصابات الأمن العام من مجازر بحق الأقليات وأعمال خطف وتهجير طائفي في سوريا، أشار الصايغ الى أن”استمرار احمد الشرع (أبو محمد الجولاني) ليس مسألة قوة ذاتية أو نفوذ شعبي، بل نتيجة بنية أمنية هجينة تشكّلت بعد سقوط النظام، واستُكملت تحت سلطة انتقالية ورثت أدوات الاستبداد واستقدمت معها منطق الفزعة الطائفية والمنطق التكفيري للميليشيات الجهادية.
وتابع:”اليوم، تتحرّك عصابات تابعة للأمن العام تحت عباءة السلطة الانتقالية، تمارس الخطف والتطهير الطائفي في السويداء وقبلها في الساحل السوري وربما تطمح إلى ان تتوجه غدًا إلى شمال شرق سوريا، وتفتح الطريق أمام مشاريع تفكيكية طامحة بأن تُعيد إنتاج الخرائط بالدم. في هذا السياق، يبدو احمد الشرع وسلطته الانتقالية أداة أكثر منه فاعلًا، يُستخدم لتقويض أي صيغة وطنية بديلة، ولتشويه سردية الثورة السورية نفسها.
واعتبر أن استمرار احمد الشرع لا يفضح فقط هشاشة السلطة الانتقالية، بل أيضًا تغاضي أطراف إقليمية ودولية تفضّل إبقاء سوريا في منطقة رمادية، بلا نظام ولا بديل. وكل يوم يُسمح فيه لأحمد الشرع أن يبقى، تخسر سوريا جزءًا من وحدتها، ومن إمكانية استعادة العقد الوطني.
السؤال الحقيقي لم يعد: هل يستمر الجولاني؟
بل: من يُبقيه؟ ومن يُغطيه؟ ومن يصمت على ما يحدث في السويداء؟ ومن صمت على مجازر الساحل؟ ومن صمت على تدمير الكنائس؟
وختم الصايغ:”هنا تكمن المسؤولية الأخلاقية والسياسية للدول العربية والمجتمع الدولي في رفض التحايل على مستقبل سوريا، والتوقف عن دعم قوى الأمر الواقع، والتأسيس لحلّ شامل يرفض التطرف والاستبداد معًا”.