ردّ المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نواف سلام، اليوم، على «الاجتزاء» «التأويل» الذي طرأ على تصريحاته التي أدلى بها خلال مقابلة أجراها مع شبكة «سي أن أن» الأميركية.
وقال المكتب الإعلامي لسلام، في بيان: «ردّاً على المقاطع المجتزأة عمداً من المقابلة التي أجراها الرئيس سلام مع قناة سي أن أن، والتي يتم ترويجها على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، يدعو المكتب الإعلامي للرئيس سلام إلى ضرورة مشاهدة المقابلة بشكل كامل وعدم الاجتزاء منها ووضعها في سياقات خاطئة».
ولفت البيان إلى أنّ سلام يجدّد «تأكيد موقفه الواضح بأنّ وحده السلام المقبول هو السلام العادل والشامل المستند إلى مبادرة السلام العربية، التي أُقرّت في بيروت والتي تقوم على حلّ الدولتين».
وختم المكتب بيانه بالقول إن «مواقف الرئيس سلام واضحة ولا تحتمل التأويل أو التحوير، وهي أنّ لبنان يلتزم الثوابت العربية وأنّ أي تطبيع لا يمكن أن يأتي، إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، وليس مجرد الاتفاق على مسار».
حل الدولتين مقابل السلام
وكان سلام، قد أشار في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، أمس، إلى أنّ «لبنان قد أضاع العديد من الفرص. مرةً منذ زمن بعيد بعدم تنفيذه الكامل للاتفاقية الشهيرة التي أنهت الحرب الأهلية. ثم أتيحت لنا فرصة أخرى، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي عام 2000، ثمّ انسحاب القوّات السورية».
وأضاف «لقد أضعنا هذه الفرص. والآن، لا شك أنّ هناك فرصة سانحة أمامنا، ونحن مصمّمون على عدم إضاعتها. لهذا السبب، يرتكز جدول أعمال حكومتي على مبدأين أساسيّين. الأوّل هو استعادة سيادة لبنان على كامل أراضيه وجميع منافذه، والثاني هو التزامنا بالإصلاحات الهيكلية اللّازمة، سواء في القطاع المالي أو الإداري».
وقال سلام «أريد رؤية حلّ الدولتين والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة مقابل السلام، مشيراً إلى أنّ التطبيع جزء لا يتجزّأ من السلام الذي «نرغب في رؤيته غداً وليس بعده».
الهدف هو احتكار الدولة للسلاح
ولفت سلام خلال المقابلة إلى أنّ «الهدف، مرّة أخرى، هو أن يكون للدولة احتكار حصري للسلاح في جميع أراضيها. ما تمّ تحقيقه شمال نهر الليطاني، أعتقد أنّه إنجاز كبير. تمّ تفكيك أكثر من 500 (موقع عسكري لحزب الله)، والجيش الآن يوسّع سيطرته ويعزّزها جنوب الليطاني».
من جهة أخرى، كشف سلام أنه «تمّ إحراز تقدّم حقيقي على الحدود مع سوريا. لدينا سيطرة أكبر بكثير على الحدود». وأضاف أنه «خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت قبل أسبوع، اتّفقنا على خطة لتسليم الأسلحة الفلسطينية، وهو أمر طال انتظاره، ونأمل أن يتم تنفيذه قريباً، بدءاً من المخيمات المحيطة ببيروت».
وفيما يتعلق بدور الإدارة الأميركية والضغط على إسرائيل، قال سلام: «بصراحة، نودّ أن نرى المزيد من الإدارة الأميركية، وخاصة في الضغط على إسرائيل للالتزام بما وافقتْ عليه في تفاهم تشرين الثاني، المعروف بتفاهم وقف الأعمال العدائية، والذي توسّط فيه الأميركيون، والآن هناك ما يُسمّى بآلية الإشراف، والتي تشمل الفرنسيين والأميركيين، وكلاهما موجود على الأرض، وأنا متأكّد أنّ بإمكانهما الشهادة على حقيقة أن لبنان يفي بالتزاماته، في حين لم تفِ إسرائيل بالتزامها».
