صحة

مستشفى الأميركية في بيروت يقضي على العقم عبر هذه التقنية

تكشف آخر الإحصاءات عن ازدياد حالات العقم في العالم خلال السنوات الأخيرة؛  أمّا الأسباب، فتعود إلى تغيّر نمط الناس عن ما قبل لناحية سوء التغذية وارتفاع مؤشر كتلة الجسم BMI  ( نسبة الدهون في الجسم)، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتدخين والإفراط في تناول الكحول والمخدرات، وبعض الأدوية. كل هذه عوامل رئيسية ساهمت في ازدياد العقم عند الرجل والمرأة على حدّ سواء.

الخبر السار أنّه يمكن السيطرة على هذه العوامل؛ إذ مرضى كثر كانوا يعانون من العقم، وأصبحوا قادرين على الإنجاب، من خلال تلقي المساعدة عبر علاجات أو بمجرد إجراء تعديلات على نمط الحياة. ويعمل مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، عبر مجموعة أطباء على  القضاء على العقم، بعد  تحديث مركز هيفاء إدريس للخصوبة، من خلال استخدام تقنية “حفظ الخصوبة”.

كوفيد_ 19 يؤثر على خصوبة الرجل

لا يسعنا التطرّق لأي موضوع صحي دون الإشارة إلى جائحة كوفيد_19 المستجدة  هذا العام، التي سقطت كالصاعقة على كافة المجتمعات، ملقية بتداعياتها على كافة أساليب العيش، وقطاعات الحياة، سيّما الصحة.

وفيما يتعلّق بعلاقة كورونا بالخصوبة، كشف باحثون أنّ الإصابة بكوفيد_ 19 يمكن أن يؤثرعلى نسبة الخصوبة لدى الرجل.

وكشفت دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة “ميامي ميلر” عن  الآثار المحتملة التي يمكن أن يسببها كوفيد 19 لناحية خصوبة الذكور والأمراض المنقولة جنسياً.

وفحص الباحثون أنسجة من  خلال تشريح جثث ستة رجال لاقوا حتفهم بسبب وباء كورونا، فيما كان الفيروس لا يزال موجوداً في خصيتيهم.

ووجد الباحثون أيضًا فيروس كوفيد19_ في خصيتي مريض  يعاني من العقم ويبلغ من العمر 28 عامًا كان مصابًا بفيروس كورونا وتعافى دون ظهور أعراض.

وقال الدكتور رانجيث راماسامي، الأستاذ المشارك ومدير قسم المسالك البولية التناسلية في مدرسة ميلر: “لقد حدّدنا أيضًا وجود الفيروس لدى رجل خضع لخزعة من الخصيتين بسبب العقم، ولكن كان له تاريخ سابق مع كوفيد 19”.

من هنا، أصبح لمركز حفظ الخصوبة قيمة وأهمية مضافتين؛ إذ يمكن حفظ الحيوانات المنوية قبل الإصابة، حتى الاستفادة منها بعد العلاج. فماذا يعني حفظ الخصوبة، وكيف تعمل هذه التقنية؟

هؤلاء من تطالهم تقنية حفظ الخصوبة

إنّ الحفاظ على الخصوبة يعني التدخّل الطبّي لحماية فرصة المرأة في الحمل والإنجاب؛ كما تطال التقنية الرجال أيضاً لمساعدتهم في القدرة على الإنجاب.

إلى ذلك، يقدّم مشروع “الحفاظ على الخصوبة” خيارات مختلفة للنساء الراغبات في تأخير الإنجاب أو لديهنّ حالات طبّيّة قد تؤثر على خصوبتهنّ في المستقبل.

في حديث مع دكتورة غنى غزيري، أخصائية طب نساء وأطفال_ اختصاص عقم  وأطفال أنابيب، ورئيسة مركز حفظ الخصوبة في الجامعة الأميريكة، كشفت لـ “أحوال” أنّ النساء اللواتي يمكنهن الخضوع لإجراءات الحفاظ على الخصوبة هنّ:

  • النساء المصابات بالسرطان.
  • النساء المصابات بمرض أو اللواتي سيخضعن لعلاج أو جراحة قد تؤثر على صحتّهنّ الإنجابيّة.
  • النساء الرغبات بتأجيل الحمل والإنجاب لأسباب اجتماعية.

وحول المصابات بمرض السرطان، لفتت غزيري إلى أنّ علاجات السرطان، مثل أدوية العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة، يمكن أن تؤدي إلى إتلاف المبايض وتقليل احتياطي المبيض، ما يؤدي إلى فشل في عمل المبايض. وأشارت إلى أنّ الضرر الأساسي أو المباشر يحدث عندما يتم توجيه الإشعاع مباشرة أو بالقرب من المبايض.

وتابعت، الضرر الثانوي أو غير المباشر يحدث نتيجة  العلاج الإشعاعي للدماغ؛ إذ يؤثر ذلك على الغدّة النخاميّة (الموجودة في الدماغ) التي تنظّم إنتاج الهرمونات اللازمة للمبيض لتأدية وظائفه بشكل مناسب (FSH و LH). لذا، هنا تكمن أهمية تقنية حفظ الخصوبة كي تساعد على الإنجاب بعد انتهاء العلاج. وتعمل التقنية، بحسب الأخصائية بأمراض العقم وطفل الأنبوب، أنّه عند تشخيص المريضة بالورم السرطاني، وفي حال أرادت حفظ خصوبتها، يتكفّل المركز بمتابعتها وعلاجها لمساعدتها في ذلك، قبل التعرّض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

تقنية حفظ الخصوبة تشمل الرجال والأطفال

بعيداً عن السرطان، أشارت غزيري إلى أمراض أخرى، كالذئبة الحمراء، والبطانة الرحمية المهاجرة، وغيرهما مّما تشملها تقنية حفظ الخصوبة؛ حيث قد تضطر المريضة إلى الخضوع لجراحات أو علاجات تؤدي إلى نقص في الإباضة، فيتطلّب الأمر خضوع المريضة  إلى علاج يحفظ بويضاتها.

هذا، وتشمل تقنية حفظ الخصوبة الرجال أيضاً، خاصة الذين يتعرّضون للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، ما يؤثر سلباً على الخصية؛ وتشرح الطبيبة أنّه يتم انتزاع حيوانات منوية من الرجل ويتم حفظها لفترة ما بعد العلاج، للإستفادة منها في مراحل لاحقة، عند استعداد المريض نفسياً وصحياً، وبناء على قراره في تحديد وقت الإنجاب.

وأشارت غزيري أيضاً إلى أنّ استئصال كلا المبيضين من خلال الجراحة يؤدّي دائمًا إلى فشل المبايض، ويُطلق عليه أحيانًا اسم “انقطاع الطمث الجراحي”. ولفتت إلى أنّ إزالة أحد المبيضين  خلال الجراحة يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر.

إلى ذلك، يعمل  المركز على تقنية اختيار الجنين قبل إعادته إلى رحم الأم، وهنا محور التقنية الجديدة. وقالت غزيري في هذا الإطار، إنّه يتم استخدام هذه التقنية  لتحديد أمراض وراثية قد يحملها الجنين؛ حيث يقوم المركز بتحديد المتلازمة الجينية عند الام والأب، ويتم تشخيص الحالة قبل الحمل. ولفتت إلى أنّ الأم تتلقى علاجاً هرمونياً  لمدة عشرة أيام، يتم خلالها سحب البيوضات ويتم تلقيحها من الزوج. وعند تكوّن الجنين، يتم استئصال الخلايا لكشف الأمراض، والاحتفاظ بالجنين السليم. وهنا شدّدت غزيري أن لا مخاوف من العلاج الهرموني، ولا تأثيرات سلبية طويلة، بل تداعياته مؤقتة ذات عوارض بسيطة، كالمزاجية والنفخة في البطن، موضحة أنّه يتم تجميد البويضة لمدة 10- 15 عاماً.

وفيما  إذا كان نقص الوزن اللافت أو زيادته يؤثران على الخصوبة عند الرجل والمرأة، بحسب آخر الدراسات؛ أكدت غزيري هذه النظرية محذرة أيضاً من الإنجاب في عمر متقدم للزوجين، خوفاً من أمراض نفسية قد تصيب الطفل؛ والتوحد أهمها_ وهنا من المرجّح أن يكون الأب هو السبب وراء ذلك.  وحدّدت غزيري أفصل سن  للإنجاب بين 24- 35 للمراة، و25- 45 للرجل.

كما لفتت إلى إمكانية تطبيق التقنية على مرضى السرطان في الفئة العمرية ما دون العشرين عاماً، عند تشخيص إصابتهم بالسرطان، وقبل تلقيهم العلاج.

خيارات الحفاظ على الخصوبة للنساء

يؤمّن مركز هيفاء إدريس للخصوبة في مستشفى الجامعة الأميركية خيارات مختلفة للحفاظ على الخصوبة، وذلك بحسب  حالة المريضة الصحية، وظروفها، وعمرها، والعلاجات التي تحتاجها. أمّا الخيارات المتوفرة فهي:

  • تجميد البويضات / الأجنة
  • تحصل المريضة على أدوية لتحفيز هورمونات المبيض (لمدة 8-12 يوماً) يتبعها سحب البويضات.
  • بمجرد جمع البويضات، يتمّ تجميدها في المختبر وتخزينها على درجة حرارة منخفضة جدًا في النيتروجين السائل.
  • يمكن أن تبقى مجمّدة بعد ذلك لسنوات عديدة؛ دون أن يؤثّر ذلك على جودتها.
  • لتجميد الأجنّة، يتمّ تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية المأخوذة من الزوج قبل تجميدها.

 

  • تجميد أنسجة المبيض
  • يتمّ إزالة قطعة صغيرة من المبيض (أنسجة من المبيض) أو المبيض كاملًا، من خلال عمليّة تنظير صغيرة تحت التخدير العام.
  • يستغرق هذا الإجراء عادةً أقلّ من ساعة.
  • يتمّ تجميد الأنسجة في المختبر وتخزينها.

 

  • نقل المبيض لحماية المبايض أثناء العلاج الإشعاعي
  • تبديل المبيض هو تقنية تنظيرية (شق صغير) يتم فيها إزاحة أحد المبيضين أو كليهما بحيث يكونان أقل تأثراً بالإشعاع.
  • بعد العلاج الإشعاعي، يتم إعادة المبيض إلى مكانه الطبيعي (من خلال جراحة أخرى بالمنظار).

 

  • الأدوية (منبّه هورمون GnRH) لحماية المبايض أثناء العلاج الكيميائي
  • منبّه GnRH هو علاج طبّي (حقنة شهريّة) يوقف نشاط المبايض ويضعها في حالة سبات.
  • لقد ثبت أن ذلك يحمي المبايض من التلف أثناء العلاج الكيميائي.
  • عند توقف العلاج بمنبّهات GnRH، تستأنف المبايض نشاطها.

 

لطيفة الحسنية

 

 

 

 

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى