هل يعتكف ميقاتي؟
توترت الأجواء السياسية الداخلية، أمس، نتيجة عدم انعقاد جلسة “تشريع الضرورة”، ما ألقى ظلالاً من الشكوك حول إمكان نجاح الحراك الخماسي من خلال مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لتأمين إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ودفعت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى رفع الصوت مؤكداً أن “المرحلة صعبة جداً”، وقائلاً: “إذا لم نصل إلى حل فليتحمّل كل واحد مسؤوليته”.
وعلمت “الجمهورية” أنّ ميقاتي سيلجأ الى الاعتكاف في حال استمرار البعض في إعاقة مهمات حكومته التي لم تتجاوز حدود صلاحياتها، وأنّ كل ما اتخذته حتى الآن من قرارت واجراءات كان لتسيير شؤون الناس والدولة في ظل الانهيار السائد على كل المستويات
ومن ساحة النجمة، حذّر ميقاتي من فشل عقد جلسات تشريعية لإقرار قوانين ملحة إذا لم تقر باقة واحدة لن يكون هناك استقرار في البلد، مؤكداً أن “الوضع صعب جداً”، وخاتماً بجملته الشهيرة “اللهم اشهد أني قد بلغت”.
أما من السرايا فلوّح بالاعتكاف بقوله للوزراء انه سيأتي يوم يُبلغهم فيه “انّ هناك قراراً حساساً يتعلق باستمرارنا في العمل ينبغي اتخاذه”. وقد أدرجَ مصدر حكومي كلام ميقاتي في خانة أنه “تحذير من الاعتكاف”.
وقال لـ”الجمهورية”: “لقد وصلت الامور إلى الخطوط الحمر ووضع مالية الدولة أصبح في حالة يرثى لها”. واضاف: “عجز الموازنة ارتفع من 18 إلى 24 والنفقات تزداد، فكل القطاعات تحتاج إلى أموال والبنى التحتية تصرخ ومؤسسات الدولة تحتضر ولا حياة لمن تنادي، كل فريق يقارب الأزمة من منظاره الضيق والخاص والملف الرئاسي من تقطيع الى شراء للوقت”، كاشفاً “أن ميقاتي أبلغ إلى الرئيس بري كما المعنيين أن صبره قد نفد، وأن الاستمرار في التعطيل والتصرف غير المسؤول سيوصِل البلد الى الهاوية”.
وأضاف المصدر: “لقد استنفدنا كل الاجراءات الترقيعية وقد نصل الى وقت لا صرف فيه ولا تصريف”.