سياسة
الراعي وعودة في عظة الأحد: الدولة آخذة بالانهيار ولبنان في فراغ
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الدولة اللبنانية آخذة بالانهيار والشعب يفتقر أكثر فأكثر ويضطر إلى هجرة الوطن نحو أوطان تحترم الإنسان وحقوقه”، مشيراً إلى أنّ “ذلك احترام مفقود على أرضنا، وكلّ ذلك بسبب سوء الحوكمة من جماعة سياسية فاسدة وهدّامة وفاشلة، من دون أيّ وخز ضمير أخلاقي أو وطني”.
وقال الراعي خلال عظة الأحد: “إنّنا نحيّي كلّ المسيحيين في لبنان وسواه على إسهامهم البنّاء في مختلف الميادين، إذ يجمعون بين مشاريع الإنماء على أنواعها وبين الأخلاقية والشفافية في الأداء”.
وأضاف: “نقدّر ابتكاراتهم وتضحياتهم وخدمتهم للخير العام. وبذلك يعوضون عن إهمال المسؤولين السياسيين بل وعن عجزهم وتعطيلهم لمقدرات الدولة”.
وتابع: “عولمة الحقيقة والمحبة في الكنيسة هي الأساس والروح للعولمة الحديثة، المعروفة بعولمة الاقتصاد والمال والثقافة، والتي أوجدتها التقنيات الإلكترونية والاكتشافات الحديثة ووسائل الاتصال. عولمة الحقيقة والمحبة تدعو إلى التضامن وإنماء كل شخص بشري ومجتمع، فلا تهمش أحداً، بل تحمل قضية الفقراء وضحايا الظلم والعنف والحرب والاستبداد والاستكبار، فتحمي حقوقهم وتعمل على خدمتهم، وتندّد بكل إعتداء على الإنسان وكرامته وحياته”.
وأضاف: “عولمة الحقيقة والمحبة تدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان في سبيل خدمة السلام والنمو الشامل، ونبذ الحرب والعنف والإرهاب، ومن أجل تجاوز الانقسامات والخلافات. عولمة الحقيقة والمحبة هي رهن المسيحيين، لانها مسندة اليهم من المسيح الرب، دينونتنا كبيرة اذا لم نعش هذه العولمة”.
عودة: محبّة الوطن ماتت
من جانبه، سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة: “ألا يُدخرج زعماء البلد الحجارة ويختلقون العوائق لكي يمنعوا قيامة البلد من الهوّة العظيمةِ التي دفنوه فيها؟”.
في عظة الأحد، أشار المطران عودة إلى أنّ لبنان “يقبع منذ أشهر في فراغ مُميت، ولم يُبدِ أحد استعداداً للدفع نحو أي تقدّم، أو تقديم أيّ تنازل”، معتبراً أنّ “محبّة الوطن ماتت في قلوب من أوكلوا مسؤوليّة إحياء وطن وشعب بكامله، فطمسوا الحقائق، وعطّلوا عمل المؤسسات، وتجاهلوا الاستحقاقات، وشوّهوا الديموقراطية، ولم يحمل أَيّ منهم خبراً واحداً سارّاً يكون كالطِّيب المسكوب لإزالة شيء من رائحةِ عفن الفسادِ المستشري”.
وأضاف: “اللبنانيون ممنوعون من معرفة حقيقة تفجير مرفأ بيروت وما خلّفه من ضحايا ومآسٍ، وهم ممنوعون من معرفة حقيقة وضع الدولة المالي، وحقيقة الانهيار الاقتصادي وعدم البدء بالإصلاح، وممنوعون من معرفة مصيرٍ ودائعهم ومدّخراتهم”.
ورأى عودة أنّ “غياب الصدق والشفافية في تعامل الدولة مع مواطنيها، وغموض الصفقات والعقود، وعدم تحديد المسؤولين عن الكارثة المالية، والممارسات الخاطئة التي أدّث إلى الانهيار الاقتصادي، وتجاهل من أساء إلى البلد وجمع الثروات على حساب الشعب، والتباطؤ في معالجة الأمور وفي الإصلاح والإنقاذ، وعدم التّوصّل إلى انتخاب رئيس للبلاد، كلُّها أمور تزيد من دفن آمال الشعب، وإحكام إغلاق الحجر على حياتهم ومستقبل أولادهم”.
في المقابل، اعتبر متروبوليت بيروت أنّ “الحلّ يكون بسماع صوت الضمير وعدم إغلاق القلب والعقل عن استيعاب الأخطاء والاعتراف بها والاعتذار عنها، وسلوك طريق جديد يؤدّي إلى القيامة”.