مجتمع

“أحوال” يرفع شكاوى أهالي “حيّ السريان” إلى بلدية بيروت.. وهكذا جاء الرد!

من لا يعرف الأشرفية يجهلها، فلا تغريكم عماراتها الشاهقة والمنظّمة، ولا ما تسمعونه عن أهلها وسكانها “الأرستقراطيين” الذين يتحدّثون “الفرنسية”، إذ وراء هذه القشور تظهر أحياء البؤس والفقر، أحياء فقدت هويتها فلم يبقَ منها إلا اسمها ليدلّ على لبنانيين مرّوا من هناك وحاربوا وناضلوا من أجل البقاء. ومن بين هذه الأحياء، حيّ يُطلق عليه اسم “حيّ السريان” الذي أصبح غريبًا عن أهله بعد أن اجتاحه “الأجانب”.

هذا الحي الذي كان من أكثر “خطوط التماس” خطورة في حقبة الحرب الأهلية في الأشرفية، يُعاني اليوم من الفقر والإهمال المتمثّل بـ: “عمار غير شرعي، أبنية قديمة متلاصقة ومهدّدة بالسقوط وبنى تحتية هشّة ومهملة”. أمّا آخر معاناة أبناء هذا الحي، فكانت عبارة عن “مجرور صرف صحي” يفيض في كل عام، فيبعث روائح أقلّ ما يمكن وصفها بالكريهة والسّامة.

أهالي المنطقة رفعوا شكواهم لـ”أحوال”، حيث قال أحدهم: “منذ أكثر من 5 سنوات، ومع قدوم “الغرباء” إلى الحي، بدأنا نشتكي من روائح مجارير الصرف الصحي، حيث كانت الأنابيب تُسد بنفايات وغير ذلك، فقدمنا شكوى إلى صاحب المبنى الذي لم يكترث لمطالبنا إلا بعد أن تحركنا وأوصلنا الصوت إلى بلدية بيروت المعنية بالأمر، فأعطوه انذارًا اضطرّ على إثره تصليح “القساطل” والمجرور ووضع آخر جديد وأكبر حجمًا.

ورغم ذلك، فبحسب الأهالي: “استمرت المشكلة على حالها بسبب تركيب “القسطل” بطريقة خاطئة، إذ كان من المفترض أن يكون اتجاهه نزولًا على مسافة 50 مترًا، وصولًا إلى “الأنبوب” الرئيسي، أما في حالتنا فقد تم تركيب “القسطل” صعودًا، ليتساءلوا مستهزئين: “شفتوا ماي بتمشي طلوع؟”.

ويفسّر أهالي الحي أن مياه الصرف الصحي أصبحت تتّجه صعودًا نتيجة قوّة الضغط، إلا أن بقايا الرواسب والأوساخ تترسّخ في الأسفل وتُترك لتجف، فتسدّ “القسطل” وتطوف المجارير، “ما جعلنا نتواصل مع بلدية بيروت من جديد، ليأتي الجواب أن هذا المجرور تابع للمبنى ولا علاقة للبلدية في الموضوع”.

“أحوال” نقل شكاوى أهالي “حي السريان” إلى مدير مصلحة الهندسة في بلدية بيروت، جهاد البقاعي، الذي أبدى تجاوبًا ووعد بمتابعة القضية، فأرسل فريقًا من البلدية للكشف على الموضوع، الذين وضعوا بدورهم عمّالًا لفتح وتنظيف المجاري والقساطل، وسيتابع موقعنا القضية للتأكّد من أنّ بلدية بيروت حلّت المشكلة وفق الأصول، بحسب ما وعد البقاعي، وأن المجاري لن تطوف مجددًا خصوصًا أننا على أبواب فصل الشتاء، وجميعنا يعلم ما يحمله هذا الفصل من كوارث في لبنان.

باولا عطيّة

باولا عطية

كاتبة وصحافية لبنانية. تحمل شهادة الماجستير في الإعلام الاقتصادي والتنموي والإجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. والإجازة في الصحافة والتواصل من جامعة الروح القدس الكسليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى