اللبنانيون يدعمون بعضهم في زمن الإنهيار الاقتصادي
حنقير: قمنا بتسديد ديون العائلات المتعفّفة لمحلات البقالة
“إن خِلْيِت بِلْيِت” يقول المثل الشعبي عندنا، وهو لا يكذب، فإن خَلت جيوب الناس من المال، وقوانين الدولة من الالتفات إلى حقوق الشعب بالعيش الكريم، فإن بيوت اللبنانيين لا تخلو من قلوب عمّرها الحب.
في زمن الكورونا، ارتفاع سعر صرف الدولار، الأزمات الخانقة التي تعصف بلبنان واللبنانيين، فإن المبادرات الاجتماعيّة، الفرديّة منها والتي تقوم بها الجمعيّات الخيريّة، تحاول أن تُغطّي برد تلك العواصف، لعل شعارها “لا تستحِ من إعطاء القليل، فالحرمان أقلّ منه”.
تقديمات مجّانيّة للعائلات المحتاجة
إحدى المبادرات قامت بها مؤسسات “الرعاية” في مدينة صيدا، مدير العلاقات العامة والإعلام في “الرعاية” غسان حنقير قال لـ “أحوال”: في ظلّ الأوضاع الصّعبة التي يمرّ بها لبنان نقوم بمبادرات تمسّ العائلات داخل بيوتهم، من ضمنها مبادرة أطلقنا عليها اسم “منعبّي الخير” وهي تعبئة قوارير الغاز الخاصّة بالاستخدام العائلي في المنازل للعائلات المحتاجة والتي قد لا تستطيع دفع ثمن قارورة الغاز، فنحن نقوم بتأمين القوارير الممتلئة لهذه العائلات.
المبادرة الثانية بحسب حنقير تحمل عنوان “سكّر دفتر” وهي تستهدف محال البقالة “الدكاكين” حيث يتم تسديد ديون العائلات المحتاجة والمتعفّفة وهذا الأمر يستفيد منه حتى التاجر كي يستطيع شراء البضائع من خلال تأمين السيولة الماليّة له بعد أن تم تسديد الديون واستعاد ماله، كما أنّ مطعم الخير الذي كان يفتح أبوابه للعائلات المحتاجة لتناول الطّعام مجاناً وبعد انتشار فيروس كورونا صرنا نقوم بتوصيل الوجبات الساخنة إلى البيوت، ويتم تأمين الوجبات الساخنة لمصابي فيروس “كورونا” ويلتزمون الحجر المنزلي، بالإضافة إلى توزيع الخبز مجّاناً خاصّة أن العائلات الكبيرة قد لا تستطيع تأمين الخبز يومياً.
يلفت حنقير إلى أنه يتم تأمين الدواء وخاصّة لأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصيّة حيث يتم تأمين ثمن الأدوية أو تسديد ثمنها للصيدليات ضمن معايير محدّدة، كما أنه يتم تأمين كسوة الشتاء للعائلات وهي من انتاج مشغل الأم التابع لـ “الرعاية” وذلك لتأمين ملابس شتوية لكافّة أفراد العائلة وخاصّة في ظل ارتفاع أسعار الملابس وعدم قدرة العديد من العائلات توفير ملابسهم الشتويّة.
توزيع حصص غذائيّة وخُضار
إرتفاع أسعار المواد الغذائيّة والسلع الضروريّة دفع بإدارة جمعية “المواساة” لتأمين حصص غذائيّة وخُضار للعائلات الأكثر تأثّراً بالوضع الاقتصادي، مي حاسبيني مديرة الجمعيّة قالت لـ “أحوال”: نظراً للوضع الاقتصادي الصّعب الذي يمر به اللبنانيون كان من واجبنا الإنساني أن نقف إلى جانب العائلات الأكثر حاجة والتي لا تستطيع تأمين قوت يومها نتيجة هذه الوضع المزري، ونحن نقوم بتأمين 100 حصة غذائية توزع شهريّاً مجّاناً لمئة عائلة، وفي الشهر الثاني مئة عائلة أخرى وهكذا، كما أنه يتم يوميّاً توزيع حصص من الخضار التي يتبرع بها فاعلو خير من تجار الخضار في المدينة حيث تصل هذه الحصص لمستحقيها من العائلات المتعفّفة.
ولفتت حاسبيني أن الجمعيّة أطلقت دورات مجانيّة لتعليم الشباب (ذكور وإناث) في اختصاصات مختلفة بالشّراكة مع مؤسّسات دوليّة حيث التحق عدد من الشباب في دورات مساعد صيدلي ومساعد طبيب أسنان مع تأمين المواصلات وتأمين فرص عمل بعد انتهاء الدورة وهذا ما قد يخفف من معاناة أبناء العائلات المحتاجة.
معاينات طبيّة شبه مجانيّة
مع ارتفاع تكلفة الخدمات الصحيّة والاستشفائيّة ومنذ بداية الأزمة في لبنان اتخذت إدارة مركز د. نزيه البزري للرعاية الصحيّة الأوليّة التابع لجمعية المواساة خطوات عدّة في سبيل التخفيف من معاناة المرضى وذلك بالشراكة مع الهيئة الطبيّة الدوليّة حيث أن تكلفة المعاينة للمريض فقط ثلاثة آلاف ليرة لبنانيّة للإختصاصات كافّة، ويتم أيضاً زيارة المرضى المسنين في منازلهم وإجراء الفحوص الطبيّة مجاناً بإشراف طبيب مختص.
مبادرات فرديّة لتخفيف المعاناة
برزت مبادرات فرديّة عدّة من أجل التخفيف من معاناة العائلات الأكثر فقراً، ومن هذه المبادرات ما تقوم به مجموعة شباب صيدا التي تجمع التبرعات لتأمين الأدوية والمواد الغذائيّة اللازمة لتوزيعها على مستحقيها.
كذلك قام الناشط الاجتماعي والإعلامي محمد آغا بمبادرة فردية مع مجموعة من أصدقائه ومعارفه لتسديد ديون العائلات المتعفّفة لدى محال البقالة والصيدليّات بعد أن أصبح الوضع المعيشي صعباً جداً.
خليل العلي