رسائل سياسية للحريري.. ولا عودة
مشهد سياسي وشعبي لافت طبع الرابع عشر من شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تصدّره الرئيس سعد الحريري، الذي عاد نسبياً، ولو أنّه أكّد استمرار تعليقه العمل السياسي. وقد تقاطرت وفودٌ شعبية وسياسية إلى وسط بيروت، لاستذكار الحريري الأب، بعد عام ونيّف على توقيف تيار “المستقبل” لعمله السياسي.
وفي وقت أكّد فيه جمهور تيار “المستقبل” أنّه موجود، كان الحريري الابن يمرّر الرسائل مباشرةً ومواربةً، إما من خلال الحشد الشعبي عند الضريح، وإما من خلال المواقف التي أطلقها من بيت الوسط، قبل وبعد زيارته الضريح. اذ بعد عام وشهر على إعلانه تعليق عمله السياسي، كان للحريري أول موقف في السياسة، رأى فيه أن “سوء الإدارة” كان السبب خلف ما وصلت إليه البلاد، مشدّداً على أن الطائفة السنّية “لا تعرقل” استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، معتبراً أن كلّ من قرّر أن يحمي حقوق الطائفة “حرق دينها”، مؤكداً إكمال المشوار مع “ناسه”.
النائب السابق أحمد فتفت أكّد من جهته أن يوم أمس كان “عفوياً بامتياز، ولم يتم أي تحضير حزبي له، فالناس تريد رؤية سعد الحريري لأنّه يبعث أملاً فيها، وهو رجل مراحل وطنية جمع الناس فيها ولم يفرّقهم، مع العلم أن الحريري لا ينتظر 14 شباط لتأكيد زعامته، لكن الحاضرين أكّدوا التشبّث بنهجه”.
وفي حديث لجريدة “الانباء” الإلكترونية، لفت فتفت إلى أن “عودة الحريري إلى الحياة السياسية لا معنى لها ما لم يحصل أي تغيير في طريقة مقاربة الأطراف السياسية للشؤون في البلاد ولعلاقاتها مع بعضها البعض، والحريري لم يلمس بعد هذا التغيير، لا بل إن النهج نفسه مستمر، وطالما أن الطريقة التقليدية مستمرة، فإن لا تغيير مرتقباً”.
الأنباء