ميديا وفنون

رملاء نكد تتصدّر اهتمام اللبنانيين… كيف وصلنا إلى هذا الحضيض؟

مرّة جديدة ينحدر الإعلام اللبناني إلى دركٍ أسفل إكراماً لعيون الرايتنغ، والجمهور اللبناني لا يخيّب أمله.

رملاء نكد، لا تصنيف لها سوى أنّها من حيث لا ندري باتت نجمة، تتسابق على استضافتها أهم الشاشات، من شاعرة إلى مغنّية، إلى نجمة سوشال ميديا، إلى حاملة لواء النساء المعنّفات، إلى محطّمة أرقام الرايتنغ، أقلّه هذا ما عكسته تعليقات الجمهور اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الكل يشاهد ويشتم… لكنّه يشاهد.

حلّت رملاء ضيفة على محطة “الجديد” مع تمام بليق، في برنامجه “مع تمام” الذي يستعيد فكرة “بلا تشفير”، حوارات قاسية، ونماذج تأتي إلى الستوديو ليقرّعها تمام وتدافع عن نفسها، ويعنّفها لفظياً فتدّعي المظلوميّة وهكذا دواليك إلى أن تنتهي الحلقة.

ماذا يمكن لمحاور أن يحاور رملاء؟ ماذا لدى رملاء لتقوله؟ حلّت ضيفة في برنامج سابق وسئلت عن أولادها وبكت، وقدّمت خلف مظهر البهرجة صورة أم معذّبة، أما في حلقة الأمس، فكان الابتذال سيّد الموقف، حتّى لو حاول تمام الادّعاء أنّه يحارب هذا الابتذال عبر مجابهة رملاء، والصراخ في وجهها، واستنكار أجوبتها.

على شاشة الـLBCI وفي التوقيت نفسه، كان برنامج “لهون وبس” يستقبل فيصل الحلاق، الفنان السوري الذي يغنّي منذ 35 عاماً ولم يحقّق شهرة توازي حجم موهبته، لأنّ للإعلام حسابات أخرى، أنصفه “ذا فويس سينيير” فوصل إلى الحلقة الختاميّة، وأنصفته شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، لكنّ الجمهور ترك كل هذا الإبداع، وانضم إلى جوقة مشاهدي رملاء، يشاهدونها ويبصقون على البرنامج على قاعدة “عدّانا العيب”.

ويبقى السؤال، من المسؤول عن هذا الحضيض؟ تمام بليق؟ ألم يحاول تمام الخروج من كل هذه الأجواء فانتقل إلى قناة “لنا” السوريّة وقدّم برنامج “لازم نحكي”، وتطرّق فيه إلى أهم القضايا الاجتماعيّة والإنسانيّة لكنّ الإعلام لم يعره اهتماماً إلا عندما استضاف رملاء وأخواتها؟ أليس هذا الإعلام هو ما أعاد تمام إلى ملعب الفضائح؟

من المسؤول هل هي قناة “الجديد”؟ وهل ترغم القناة المشاهدين على ترك الأصالة ومشاهدة التفاهة ثم شتمها على قاعدة أنها تفسد الذوق العام؟

أم الجمهور نفسه الذي أثبت مقولة أن “الجمهور عايز كده” ليس مجرد تبرير، بل هي قاعدة يبنى عليها، ولهذا الجمهور رملاء وأخواتها، يشاهدهن في السر ويشتمهن في العلن.

ليس عيباً أن تهتم البرامج بضيوف كـ رملاء، وإشكالية أنّ الجمهور يريد هذه النوعية من النماذج، لكن الخطأ الأكبر  أن تكون هذه الأخيرة نجمة البرامج والمحطات ومواقع التواصل في استكمال لمنظومة الانهيار الشامل.

ويبقى أنّ الجمهور والمحطات التلفزيونية والصحافة التي تضيء على العيب والفضيحة والخطأ، مسؤولون بالتكافل والتضامن عن هذا الحضيض، بانتظار بارقة أمل تعيد للجمهور توازنه، بعيداً عن التذرّع بالظروف الخاصة وأنّ كلّ شيء مباح ومتاح لتسلية جمهور لم يعد لديه ما يخسره.

علي حلال

 

 

علي حلال

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية. عمل في عدة مجلات ومواقع الكترونية لبنانية وعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى