ماذا تضمنت رسالة الواتسآب من شرف الدين لأرسلان؟
منذ أن بدأ البحث في توليفة الحكومة المفترض تشكيلها بعد الانتخابات النيابية، أصر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على استبدال وزبر المهجرين عصام شرف الدين (المحسوب على “المير” طلال أرسلان) بشخصية أخرى.
وخلال المفاوضات حول التشكيلة الحكومية مع الرئيس ميشال عون، بدا ميقاتي مرناً وبراغماتياً في التعامل مع التغييرات الوزارية المحتملة، بحيث أنه عدل لاحقاً عن المطالبة باستبدال بعض الأسماء التي كان يفضل التخلص منها، إلا في ما خص شرف الدين الذي ظل متمسكاً بإقصائه.
ومن الواضح أن أحد اسباب موقف ميقاتي هو تدهور العلاقة الشخصية بينه وبين شرف الدين على وقع خلافهما الحاد حول سبل مقاربة ملف النازحين السوريين.
وهناك من يعتبر أن ميقاتي انزعج من ذهاب شرف الدين بعيداً في التنسيق مع دمشق في شأن معالجة هذا الملف الذي يخضع الى حسابات دولية وإقليمية معقدة ومتضاربة، سالكاً الخط العسكري الذي لا يتلاءم مع الاعتبارات التي يراعيها الرئيس المكلف.
لقد شعر ميقاتي بأن وزير المهجرين “اجتهد” في مقاربة قضية النازحين، متجاوزاً سقف رئيس الحكومة الذي يحرص على عدم إغضاب المجتمع الدولي، علماً أن قوى أساسية في هذا المجتمع متهمة بعرقلة عودة النازحين عن سابق تصور َتصميم لخدمة مصالحها السياسية في سياق النزاع مع الرئيس بشار الاسد.
بهذا المعنى، بدا شرف الذين وكأنه تجاوز الخطوط الحمراء التي لا تزال تزنر قضية النازحين، مع الإشارة إلى أن التعارض بينه وبين ميقاتي لم يتوقف عند هذا الحد بل اتسع ليشمل ملفات أخرى، من بينها ما يتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية المعتمدة من جانب رئيس الحكومة.
ومن المعروف أن شرف الدين يعارض مشروع خطة التعافي وطرح ميقاتي للتعامل مع أزمة الودائع المحتجزة في المصارف، ووصل به الأمر الى حد اتهام ميقاتي بأنه فاسد، ما أدى إلى كسر جرة علاقتهما بعدما تداخل الشخصي بالسياسي.
وإذا كان هناك من يحاول أن يوحي بأن استمرار وجود شرف الدين في الحكومة يشكل عقبة أمام التشكيل، فإن وزير المهجرين حسمها منذ فترة وأبلغ الى المعنيين بأنه لا يريد البقاء في حكومة ميقاتي.
وعُلم أن شرف الدين بعث قي 25 أيلول الماضي رسالة نصية عبر الواتسآب الى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان ورد فيها الآتي:
“لن أكون حجر عثرة في طريق تشكيل الحكومة ولا يمكنني الاستمرار مع رئيس حكومة فاسد كميقاتي.”
كذلك أبلغ شرف الدين فحوى الموقف نفسه الى رئيس الجمهورية ميشال عون.
وأوضح قريبون من شرف الدين أنه تأخر في الانسحاب من حكومة ميقاتي بسبب متابعته لملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتجهيز خطة وزارة المهجرين للتعافي بدل خطة حكومة ميقاتي، وتشكيل “جبهة روابط وجمعيات المودعين”.
وكان لافتاً ضمن هذا الإطار أن شرف الدين شارك عدداً من المودعين في وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان، ما يؤشر إلى أن الرجل اختار الموقع الذي يرتاح إليه.
عماد مرمل