منذ السّاعات الأولى التي تلت صدور نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت في 15 أيّار الجاري، تسارعت التساؤلات والتحليلات والقرءات حتى تصنيف النوّاب الفائزين، ضمن أيّ خانة سيتم وضعهم، وفي أيّ تحالف أو تكتل سيلتحقون، خصوصاً النوّاب الجدد منهم ممن تم احتسابهم تغييرين، وترشحوا ضمن لوائح المجتمع المدني، الذين ليسوا حزبيين أو منتسبين لأيّ تيّار سياسي.
حصل ذلك بينما شهدت الأيّام التالية بعد إقفال صناديق الإقتراع، قبل عشرة أيّام، وحتى الآن، سجالاً واسعاً، سياسياً وإعلامياً، حول من فاز بالأكثرية النيابيّة الجديدة، حيث كان كلّ طرف يقارع الطرف الآخر بأنّه هو من حظي بالأكثرية، وسط ضبابية سادت المواقف السياسية في أوساط النوّاب الجدد والمستقلين جعلت تصنيفهم، سياسياً، أمراً بالغ الصعوبة.
هذا السجال كان حاضراً بطبيعة الحال في دوائر الشّمال الثلاث، خصوصاً بعد فوز 17 نائباً جديداً فيها من أصل 28 نائباً. ففي دائرة الشّمال الأولى (عكّار) فاز 3 نوّاب جدد من أصل 7 نوّاب فيها، بينما عاد نائب قديم هو النائب عن أحد المقاعد السنّية محمد يحيى إلى المجلس النيابي؛ وفي دائرة الشّمال الثانية (طرابلس والضنّية والمنية) حصل التغيير الأكبر حيث فاز 10 نوّاب جدد من أصل 11 نائب بمقاعد الدائرة، ووحده النائب جهاد الصمد بقي محافظاً على مقعده في هذه الدائرة؛ بينما اقتصر التغيير في دائرة الشّمال الثالثة (زغرتا والكورة والبترون وبشري) على 4 نوّاب جدد من أصل عشرة، في حين عاد نائب سابق واحد إلى منصبه هو النائب عن أحد المقاعد الأرثوذكسية في الكورة هو فادي كرم.
في ضوء ما تقدم، وعلى أساس تصريحات ومواقف النوّاب الفائزين الـ28 في الشمال، يمكن تصنيفهم سياسياً ضمن الكتل النيابية في البرلمان الجديد، مع حلفائهم، وفق الشكل التالي:
أولاً: نوّاب مقرّبون من تيّار المستقبل (6 نواب): وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطية، أحمد رستم (عكّار)، أحمد الخير (المنية) وعبد العزيز الصمد (الضنّية).
ثانياً: نوّاب التيّار الوطني الحرّ (4 نوّاب): جيمي جبّور وأسعد درغام (عكّار)، جبران باسيل (البترون) وجورج عطا الله (الكورة)، إلى جانب محمد يحيى (حليف).
ثالثاً: القوّات اللبنانية: (4 نوّاب): ستريدا جعجع (بشري)، غياث يزبك (البترون)، فادي كرم (الكورة) والياس الخوري (طرابلس)، إلى جانب أشرف ريفي (حليف).
رابعاً: تيّار المردة (نائب واحد): طوني فرنجية (زغرتا)، إلى جانب وليم طوق (بشري) وفراس السلّوم (طرابلس) حليفين.
خامساً: حركة الإستقلال (نائب واحد): ميشال معوض (زغرتا) وأديب عبد المسيح (الكورة) حليف.
سادساً: جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ـ الأحباش (نائب واحد): طه ناجي (طرابلس).
سابعاً: مشروع وطن الإنسان ـ نعمة افرام (نائب واحد): جميل عبود (طرابلس)
ثامناً: مجتمع مدني (نائبان): رامي فنج (طرابلس) وميشال الدويهي (زغرتا).
تاسعاً: نوّاب مستقلون (3 نوّاب): جهاد الصمد (الضنّية)، عبد الكريم كبّارة وإيهاب مطر (طرابلس).
غير أنّ هذا التصنيف سيبقى قابلاً للتغيير والتبدّل في المرحلة المقبلة، في ضوء التطوّرات السياسية المنتظرة والمتوقعة، وانتقال هذا النائب أو ذاك من ضفّة سياسية إلى أخرى، خصوصاً عند الإستحقاقات الهامّة المقبلة، وأولها إنتخاب رئيس المجلس النيابي بعد أيّام، مروراً بتأليف الحكومة وإعطائها الثقة، وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس الحالي ميشال عون في الخريف المقبل.
عبد الكافي الصمد
