هل يُعتبر كلام نصرالله عن فرنجية عبوراً لباب قلعة بعبدا؟
ربما لم يحظ خطاب لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالتعليقات وردود الفعل وحديث الناس كالتي أتت بعد إطلالته مساء الثامن عشر من هذا الشهر، والتي كان محورها الرد على حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع (حيث آثر السيد عدم تسميته بالاسم مطلقاً). ولكن بالمستوى نفسه تقريباً طُرحت العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول العبارات التي خصّ بها رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، مشدداً فيها على “موقفه الأخلاقي الكبير جداً”. فلماذا وجه السيد حسن تحيته إلى فرنجيه؟
الجميع لم ينس التهنئة التي وجهها الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند إلى فرنجيه عبر إتصال هاتفي عشية الانتخابات الرئاسية في العام 2016 والتي لم تدفع “مارد بنشعي” إلى رفع كأس الفوز، وإنما آثر الوفاء بتحالفاته على أي خطوة، حتى ولو كانت ستوصله إلى كرسي الرئاسة. فكرّر موقفه المتشبث بعدم النزول إلى ساحة النجمة، (حيث كان بانتظاره عدة كتل محورية ومنها كتلتي “المستقبل” و”التنمية والتحرير” وآخرين كُثر) طالما أن حلفاءه الاستراتيجيين لن يسلكوا تلك الطريق نظراً للالتزام الذي كان قد قدمه السيد نصرالله إلى العماد ميشال عون!
هذه الواقعة بالتحديد دفعت أمين عام الحزب إلى القول إن “سليمان فرنجيه وقف معنا في الانتخابات وقال لن انزل الى المجلس النيابي اذا ما نزلتوا علماً انه لو نزل من دوننا مع بعض الحلفاء الاخرين كان بامكانه ان يصبح رئيساً للجمهورية وهذا ما لا يجب ان يُنتسى، وهذا موقف اخلاقي كبير جداً جداً جداً وكبير لدينا ايضاً”.
وكلام السيد نصرالله لم يكن إبن ساعته بل له جذور لعدة سنوات خلت، حيث التنسيق بين تيار المرده والمقاومة دائماً في درجات متقدمة وعندما طُلب من سيد المقاومة المفاضلة بين العماد عون وفرنجية قال السيد حسن “هذه عين وهذه عين”.
صحيح إن كلام السيد حسن قد ترك إرتياحاً كبيراً في اوساط شارع المردة على صعيد الوطن، بعكس الذي حصل بين صفوف المنافسين لفرنجيه في السباق إلى “قلعة” قصر بعبدا، كما طال سلباً الحلفاء الاستراتيجيين لفرنجية في القضايا الوطنية ولاسيما “التيار الوطني الحر”.
في حين آثرت مختلف كوادر المرده عدم الخوض في التعليقات التي سعى إليها “موقع أحوال”، لأنها تدرك جيداً أن العلاقة العميقة التي تربط بين حارة حريك وبنشعي والتي لم يؤثر عليها أي تشويش من أية جهة أتى! ولذلك كان ذلك التحفظ الشديد بعدم التطرق إلى الموضوع من أية زاوية، لأن الوقت ما زال مبكراً جداً على استطلاع آفاق معركة رئاسة الجمهورية حيث أن كل معركة لها حيثياتها وظروفها حتى اللحظة الأخيرة كما أكد رئيس تيار المرده في غير مناسبة. والشواهد على ذلك متعددة في محطات مختلفة من الانتخابات الرئاسية إبتداء من أواخر خمسينيات القرن الماضي مروراً بمرحلتي إتفاقي الطائف والدوحة وصولاً إلى الأمس القريب. ولذلك فالمرحلة المقبلة تستدعي العمل بجد في موضوع الانتخابات النيابية التي سيكون لنتائجها حسابات قد لا تكون مسبوقة، وقد تأتي بنتائج متقاربة كما هو قائم الآن وفق العديد من المراقبين والمتابعين!