بعد عشرين عامًا على مغادرته فريق “برشلونة” لبدء مسيرة خارجية تكلّلت بالنجاح والتألّق في “الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين”، خاض المخضرم الإسباني “باو غاسول”، البالغ من العمر 40 عامًا، أول مباراة مع ناديه الأم ضدّ “بايرن ميونيخ” الألماني، ضمن بطولة “يوروليغ”.
“غاسول” الذي حقق لقب البطولة الأميركية مع “لوس أنجليس”، عاد ليكرّس عامي 2009 و2010 إلى برشلونة في شباط/فبراير الفائت، بعد عامين من المعاناة في الولايات المتحدة بسبب إصابة لحقت في ربلة ساقه اليسرى.
وفي هذا الصدد، قال المدرب الليتواني “ساروناس ياسيكيفيسوس” لـ”برشلونة”، والذي لعب إلى جانب “غاسول” مع النادي الكاتالوني عام 2001: “يقوم باو بعمل جيّد ويكثّف من التمارين، فهو يحب الأجواء هنا وأعتقد أننا قادرون على منحه بضع دقائق، لكنّنا لا نعرف حتى الآن كم عددها”.
وبدأ “غاسول” المباراة إلى جانب اليوناني “نيك كالاثيس” والفرنسي “ليو ويسترمان”، والثنائي الإسباني “سيرجي مارتينيس” و”فيكتور كلافير”، وكان “برشلونة” قد ضمن صدارة الترتيب ومقعدًا له في ربع النهائي.
وتعود آخر مباراة للاسباني مع النادي الكاتالوني إلى 21 حزيران/يونيو 2001، في المواجهة الثالثة من السلسة النهائية للدوري الاسباني ضد الغريم “ريال مدريد” حين سجل 22 نطقة و10 متابعة، وساهم في منح فريقه اللقب بعد أن حسمها بثلاثة انتصارات بيضاء.
من هو باو غاسول
وُلد “باو غاسول” في 6 حزيران/يونيو 1980 في مدينة “برشلونة”، ونشأ في أسرة تعمل في مجال الطب، فوالده كان ممرضًا ووالدته طبيبة أخصائية في الأمراض الباطنية.
التحق بكلية الطب آملًا بأن يسير على خطى والديه، لكنّه لم يتمكّن من الاستمرار في الدراسة أكثر من بضعة أشهر لأنّه لم يستطع التوفيق بين الدراسة والمسيرة الاحترافية في عالم كرة السلة.
بدأ مشواره مع فريقه المدرسي، ثم تعاقدت معه إدارة “نادي كورنيا”؛ وفي موسم 1997-1998 التحق بنادي “برشلونة” وفاز معه ببطولة إسبانيا للناشئين. ومنذ ذلك الوقت، أصبح من اللاعبين الأساسيين في منتخبات الفئات العمرية، وأحرز عام 1998 بطولة أوروبا للناشئين مع منتخب بلاده، ومن ثم بطولة العالم للناشئين عام 1999.
وفي موسم 1999-2000 التحق بالفريق الأول، وفاز في موسم 2000-2001 بلقبي الدوري وكأس الملك، ثم فاز مع منتخب بلاده بالميدالية البرونزية لبطولة أوروبا، ومن هنا بدأ اهتمام العديد من الفرق الأميركي به.
وبالفعل، انتقل عام 2001 إلى نادي “ممفيس غريزليز”، وحصل على جائزة أفضل لاعب مستجد على مستوى الدوري؛ لعب لغريزليز ستة مواسم ونصف الموسم، ووصل معه إلى منافسات النهائي جميعها، وهو إنجاز لم يتحقق من قبل لهذا الفريق في تاريخه.
وفي شهر شباط/فبراير 2008، تعاقد غاسول مع لوس أنجليس ليكرز، وفاز معه ببطولة الدوري في موسمين متتاليين (2008-2009 و2009-2001)، ليكون أول إسباني في التاريخ يحقق هذا الإنجاز.
مسيرته الدولية وجوائزه
لعب غاسول مع المنتخب الإسباني الأول في عام 2001 وحقق معه إنجازات لافتة، أبرزها الفوز ببطولة العالم لكرة السلة عام 2006، وتم اختياره ضمن أفضل خمسة لاعبين في تلك البطولة. وبسبب هذا الإنجاز، حصل المنتخب عامذاك على جائزة “أمير أستورياس” للرياضة، وهي جائزة إسبانية عالمية، كما أحرز لقب بطولة أمم أوروبا مرتين (2009 و2011) والمركز الثاني مرتين (2003 و2007)، والميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية مرتين (2008 و2012).
ومن أبرز الجوائز على الصعيد الشخصي التي حصل عليها، كانت الميدالية الذهبية لجوائز الوسام الملكي للاستحقاق الرياضي (2007)، التي تمنحها الحكومة الإسبانية عبر المجلس الأعلى للرياضة لأصحاب الإنجازات الرياضية العظيمة، والجائزة الوطنية للرياضة (2001) التي تعطى لأفضل لاعب رياضي إسباني.
سامر الحلبي
