أيام سوداء مقبلة على لبنان: 15 ألف وفاة متوقعة بكورونا
بينما تقطع التظاهرات الغاضبة أوصال لبنان، لا يزال فيروس كورونا يسرح ويمرح بين مختلف المناطق، ليواصل حصد المزيد من الأرواح دون رحمة، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 397871 والوفيات 5089.
وفيما تحترم كل دول العالم حقوق الإنسان ومن أبرزها حقه في الصحة، عجزت السلطة في لبنان عن توفير الحد الأدنى من الحماية لشعبها، وخير دليل هو البطء غير المبرّر في حملة التلقيح وما رافقها من تجاوزات كادت تحرمُ لبنان من إستيراد اللّقاح.
وفي ظل المشهد السياسي المعقد والحركة الحكومية المقيّدة بتصريف الأعمال من جهة وبالاعتكاف من جهة أخرى، فإنّ وتيرة انتشار الفيروس سترتفع بصورةٍ مستمرة، وقد نصل إلى أرقامٍ كارثية خلال الأشهر القادمة.
ومن هذا المنطلق، أكّد رئيس قسم الجراحة في الجامعة الأميركية البروفسور غسان سكاف، أنّ “التأخير في المواجهة الجذرية للوباء كان مكلفًا بشريًا واقتصاديًا، فبرز مشهد أزمات واختناقات حكم واقع اللّبنانيين وحاصرهم إمّا عبر الحجر والمرض والموت جرّاء استفحال الانتشار الوبائي والواقع الاستشفائي الكارثي الذي واكبه، إمّا باستفحال التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي تكشف كلّ يوم زيادةً مخيفة للفئات الفقيرة والمحتاجة إلى الدّعم، ممّا يؤدّي حتمًا إلى تفلّت الشارع في المستقبل القريب”.
وقال سكاف في حديثٍ لـ”أحوال”: “نحن اليوم أمام تسونامي وبائي يجتاح لبنان، وقد ذكرنا هذا الوباء بأهميّة هويّة من يتولى زمام إدارة البلاد في أوقات المحن، فالمسألة ليست في سوء الطالع إنّما في سوء الإدارة، وما كان يمكن أن يصح في بداية الوباء لا يصح اليوم”.
وأضاف “لقد باشرت السلطة اللّبنانية بالتلقيح متأخرةً أكثر من شهرين عن دول العالم القريب والبعيد، ولكن الأهم اليوم هو سرعة التلقيح من أجل رفع إمكانية الفوز في حربنا ضد الوباء. فالبطء في عملية التلقيح سيؤدّي إلى خسارة المعركة لأنّ المناعة الجماعية التي سيحصدها لبنان بفضل مزيج من اللّقاح والإلتهاب الفيروسي لن تحصل قبل سنتين على الأقل، بعد أن يفتك الوباء بمئات الآلاف”.
وأكّد سكاف أنّه “في حال خسرنا المعركة مع الوباء بسبب تأخير عملية التلقيح سنشهد تحورات جديدة للفيروس، وبالتالي سيُصاب أكثر من 30% من المقيمين في لبنان بالفيروس في الستة أشهر المقبلة، ما يعني توقع اكتظاظ غير مسبوق في المستشفيات وأكثر من 15 ألف وفاة متوقعة”، خاتمًا بالقول “الأيام الصحية السوداء أمامنا، وستمتد على الأقل حتى نهاية السنة القادمة”.
محمد مدني